لقي نحو ثمانية من عناصر تنظيم القاعدة بمدينة المكلا مصرعهم أول من أمس، إثر ضربة جوية نفذتها طائرة بدون طيار يعتقد بأنها أميركية بمنطقة فوه غرب المدينة. وسمع دوي انفجارات بالمدينة عقب توجيه طائرة بدون طيار ثلاثة صواريخ استهدفت سيارة بداخلها عددا من عناصر التنظيم في محيط القصر الرئاسي بالمدينة بالقرب من محطة كورنيش المكلا بشارع الستين. وقالت مصادر طبية في هيئة مستشفى ابن سيناء لـ "الوطن"، إن عناصر القاعدة جلبوا نحو ثماني جثث ممزقة بفعل الضربة إلى المستشفى، وإنهم عمدوا إلى إدخال جثة واحدة فقط إلى ثلاجة الأموات بالمستشفى قبل أن يسحبوها لاحقا، مشيرة إلى أن المسلحين أجبروا موظفي المستشفى على منحهم ثماني شهادات وفاة دون أسماء. ورغم سوء حالة الجثث وتفحم بعضها، إلا أنه تم التعرف على شخصية أحدهم ويدعى "محمد باعيسي"، ويعرف محليا بين أصدقاء فترة الدراسة الابتدائية باسم "اللغم"، وكشف أحد أصدقائه أنه كان قد التحق بالتنظيم قبل قرابة الخمس سنوات وأنه اختفى منذ ذلك الوقت. وتشير المعلومات المتوفرة عنه أن انضمامه للتنظيم جاء عن طريقة شقيقه الأكبر الذي كان هو الآخر قد لقي مصرعه في إحدى العمليات التي استهدفت التنظيم. ومنذ فرض تنظيم القاعدة نفسه في المكلا بعد فرار الكثير من عناصره من سجن المكلا ودخول أخرى من خارجه، أصبحت مشاهدة الطائرات بدون طيار وسماع أصواتها التي تعمل على تمشيط سماء المكلا أمرا مألوفا للسكان خصوصا في الساعات الأخيرة من الليل، حيث تسمع أصواتها بوضوح. بدوره، قال المتحدث الإعلامي للجنة الطوارئ الطبية بحضرموت الدكتور عبدالقادر بايزيد، أن اللجنة وفور سماع دوي الانفجارات الثلاثة، أعلنت حالة الطوارئ وطلبت من كل المستشفيات والأطباء الاستعداد لاستقبال الضحايا. يذكر أن هذه هي الغارة الثانية التي تنفذها طائرة بدون طيار على عناصر التنظيم منذ سيطرتهم على المدينة ومنذ إعلان الولايات المتحدة انسحاب طواقمها من اليمن، حيث لقي نحو ستة من القاعدة مصرعهم يوم 14 أبريل الحالي بينهم القيادي البارز " إبراهيم الربيش"، في منطقة "غيضة البهيش" النائية غرب المكلا أثناء قيامهم بنقل كميات كبيرة من الأموال التي نهبوها من البنك المركزي بالمدينة. وكان "الربيش" الذي عرف كمشرع " مفتي" رسمي للتنظيم منذ عام 2013، قد أوردته السلطات الأميركية ضمن "التصنيف الخاص للإرهاب الدولي" في ديسمبر من العام الماضي. واصفة إياه بأنه مستشار استراتيجي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.