×
محافظة المدينة المنورة

عام / سمو ولي العهد يرعى الحفل السنوي لاستعراض قوات أمن الحج والأجهزة المعنية بشئون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام 1436هـ

صورة الخبر

الزمان ساعة كان فيها يتحرى المسلمون وقت الإجابة قبل أن يلفظ يوم الجمعة أنفاسه وقبل أن تغيب شمسه إيذانا بدخول يوم جديد.. والمكان أطهر البقاع على وجه الأرض من دخله (كان آمنا).. في غمرة لم يسبقها إنذار سوى بشائر رحمة الرحمن.. كان الغيث يهمي بشكل منقطع النظير وليس بغريب على مكة.. فقد شهدت مع المطر ومن خلاله أحداثا أرخها الزمان كسيل الأربعاء.. ولكن كانت أحداث يوم الجمعة كسرت كل المؤشرات وخرجت عن المألوف.. وفي ذات الوقت لجأ عباد الرحمن إلى الله يسألونه اللطف (اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك) تنادت الأصوات يا الله يا لطيف يا رحمن يا رحيم والعاصفة تلف مكة في دوامة عنيفة.. وكنا في الداخل وفي الخارج نتابع قناة القرآن الكريم نشهد العجب العجاب من اقتلاع للشجر وتطاير للبشر.. وقد كان رداء الكعبة يقطر ماء بل يفيض وينهمر في دلالة على قوة هطول الأمطار بشكل لم يكن مسبوقا. روعة الإدارة في شؤون الحرمين: لقد كان البث المباشر يرسم في صدق وفي تلقائية وقائع صلاة المغرب وتفوق الشيخ الدكتور بندر بليلة على نفسه واستشهد بالآيات القرآنية الكريمة التي تجسد عطاء الرحمن وتبرهن على قوة قدرته وأن لا ملجأ منه إلا إليه. سرعة ردود الفعل: أخذت وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي ترسم صورا حية للأحداث الفجائية التي لفت العاصمة المقدسة وفجرت السكون وحولته إلى هلع وفزع وخوف ثم تضاربت الأنباء وكثر الهرج والمرج. خالد الفيصل ورباطة الجأش: أجريت اتصالا هاتفيا مباشرا من اسطنبول بأمير مكة المكرمة الذي كان رابط الجأش.. الأمر الذي أهله لأن يسيطر على الإدارة ويدير شؤون الأحداث في قوة واقتدار.. ويوجه ويضع القرار بكل وعي وجدارة.. وأحالني والكثيرين معي إلى تقرير السي إن إن الأمريكية الذي كان لحظة بلحظة مع الأحداث ليحللها ويفسرها علميا وعمليا.. الأمر الذي أحدث قناعات عند الكثيرين بأن الأمر جلل وأنه لا مكان للأخطاء البشرية فيه.. وإنما هي صور ترسم قدرة الرحمن مما يجعل الطاقة البشرية أمامها تقف حائرة وخائرة ولا يسعها إلا الدعاء والتضرع إلى رب الكون العظيم. سلمان يتوج مشاعر الوطن والمواطنين: لقد فاجأ خادم الحرمين الشريفين العالم بزيارة بيت الله الحرام والوقوف عند كل صغيرة وكبيرة مع المسؤولين يسأل عنها في اهتمام بالغ.. وبشر بسرعة تأهيل الأماكن المتضررة وإعادتها إلى مجال الخدمة.. ومن ثم كانت اللفتة الإنسانية الكريمة من خلال قيامه بزيارة ضحايا الحادث الأليم .. وهذه ظاهرة أحسب أنها كبيرة ترتقي إلى المستوى الرفيع من الإحساس بشرف المسؤولية في هذا البلد الذي شرفه الله بأن جعله قبلة للمسلمين في الأرض واختار منه نبيه محمد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم. الدفاع المدني وسرعة الحضور: كشفت الأحداث عن سرعة حضور رجال الدفاع المدني.. في وقت قياسي للوقوف على الحادث.. ولسرعة إسعاف المصابين وبذل الجهود في معالجة سقوط الرافعة.. واتخاذ الوسائل العلمية المتقدمة من القص وزحزحة المواد الثقيلة (قدرة الله فوق قدرة البشر).. وكان لطف الله حاضرا كعهدنا بالرب العظيم وكان أن خفف من وقع هذه الحادثة الأليمة.. لو سقطت الرافعة بالحرم قبل ساعات أو بعد ساعات لشهدنا ضحايا يتجاوز عددهم الألف وكانت المأساة أكبر في حجمها عظيمة فيما تنزل من آثار.. هنيئا للشهداء الذين فاضت أرواحهم وهم على أرض بيت الله الحرام.. منهم الساجد ومنهم القائم ومنهم من كان يتلو كتاب الله.. تلك لعمري نهاية يتمناها كل مسلم وكل مؤمن.. وشهادة حق في سرعة تجاوب كل الجهات المسؤولة لتخفيف المصاب إلى أقصى درجة ممكنة وحسبي الله ونعم الوكيل.