تطاول الاحتلال الإسرائيلي على حرمة المقدسات الفلسطينية بشكل علني وفاضح هو مؤشر خطير على وصول مخططاته التهويدية للمسجد الأقصى المبارك ومحيطه مراحلها الأخيرة، بما يهدف أيضاً إلى تدمير مقومات الدولة الفلسطينية، وإنهاء حل الدولتين على مرأى ومسمع من العالم. قوات الاحتلال، وفي آخر حلقات مسلسل اعتداءاتها الهمجية حطّمت بوابات الجامع القبلي التاريخية، في اقتحام وحشي على المسجد تخلله اعتداء على المصلّين والمعتكفين، ضمن مخطط علني وواضح، تأمين اقتحامات المستوطنين وتنفيذ التقسيم الزماني للمسجد، رغم نتائجه الكارثية والتي ستفضي حتماً إلى حرب دينية في العالم، بهدف خلق مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار والعنف والتطرف. ردود الفعل الدولية، وكما هو الحال دائماً، كانت خجولة وحيادية بشكل استفزازي كممارسات الاحتلال. الولايات المتحدة، كعادتها، اكتفت بالدعوة إلى ضبط النفس، معبرة فقط عن قلقها. فيما كان طموح الفلسطينيين أعلى من ذلك، مطالبين المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي بتحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل للجم العدوان الإسرائيلي. إن حرمة المسجد الأقصى المبارك والدم الفلسطيني هي أمانة في أعناقنا جميعنا، وفي أعناق المجتمع الدولي، الذي إما يكتفي بالمشاهدة أو ببعض بيانات الشجب والإدانة المتكررة والسطحية، متجاهلاً كافة الدعوات الفلسطينية والعربية إلى تحرك فوري وجاد للوقوف بحزم وقوة أمام استمرار غطرسة وهمجية الاحتلال وتحديه السافر للأعراف والمواثيق الدولية.