×
محافظة المنطقة الشرقية

السلطات السويسرية تجمد أرصدة تخص الفيفا

صورة الخبر

كثيرة هي التناقضات التي نعانيها في مجتمعنا السعودي، سواء من النواحي الاقتصادية والثقافية والدينية أو الاجتماعية، ولا تقف تلك المتناقضات الفردية والإنسانية في مجتمعنا عند هذا الحد، وإنما تتعداه إلى قضايا أخرى، ففي الوقت الذي يعاني فيه بعض الأفراد من ظروف بسبب الديون أو ضعف الراتب أو العطالة، تجده يقتني أكثر من هاتف جوال وبأرقام مختلفة. كثير منا يخفي ويبطن عكس ما يظهر ويقول عكس ما يفعل، وقد تكون تلك التناقضات نتيجة اختلاط فكري لدى البعض، هناك ثمة ظواهر كثيرة في سلوكنا وفي تفكيرنا وفي حياتنا -بشكل عام- يمكن وصفها بأنها غير مستقرة على كيفية ثابتة، وقد نجد في ذلك السلوك نوعًا من التناقض أو الاضطراب أو الازدواجية أو الغموض أو التنوع في السلوك في مواقف وظروف. الكثير يدعو إلى الزهد ويحث عليه وهو يحب الريالات اكثر من حبه لنفسه، مجتمعنا العطالة لديه مرتفعة ولديه من الاجانب اضعاف العاطلين يعملون بنسب متفاوتة ويصرف لمن لا يعملون حافزا بمبلغ 2000 ريال وهم «متسدحين» في بيوتهم! في مجتمعنا تلاحظ بعض السيدات اللاتي يرتدين العباءة المزخرفة وتتحول لديهن تلك العباءة من كونها رمزًا للاحتشام إلى أن تصبح رمزًا للبهرجة. في مجتمعنا يكسر الكثير منا الأنظمة المتعلقة بنظام المرور من قطع الإشارات المرورية وعكس السير ويحترم تلك الأنظمة في الخارج، مجتمعنا يناقش ويحلل في المجالس والديوانيات اوضاع مواطني الدول الاخرى ويحدد ما يصلح وما لا يصلح وإذا تعلق الأمر ببلادنا يقول الشيوخ أبخص! في مجتمعنا نشّجع على السياحية الداخلية في السعودية ونستعرض خدمات قطاع السياحة في كل المدن السياحية ثم نحجز على أقرب رحلة على الطائرة للخارج! نشجع على العمل الشريف لكننا نعيب ولا نسمح لأبنائنا وبناتنا بالعمل في أية وظيفة ذات الطبيعة الخدمية. ندعو لمحاربة الواسطة والفساد وعند التوظيف أو مراجعة أي وزارة نبحث عن الواسطة لإنهاء مطالبنا. نقسو على دعاة الانتماء للقبيلة وننادي بأن يكون الانتماء الأكبر للوطن وفي حالة الانتخابات تجد ولاءهم للقبيلة أكثر بغض النظر عن الكفاءة وينطبق ذلك على مهرجانات المزاين. تلك التناقضات تسود مجتمعنا السعودي من وجهة نظري الشخصية وذلك لعدم الاعتدال في أغلب أمور حياتنا سواء الاجتماعية أو العملية أو الأكاديمية والاقتصادية وغيرها من جوانب الحياة الأخرى، مع إدراكي بأن الخير فيهم كثير ولكن هناك جوانب سلبية يعيشها هذا المجتمع الطيب الكريم.. ومجتمعنا السعودي مجتمع بشري تقع فيه الأخطاء وتتكرر منه التجاوزات، ونرجو أن تغلب حسناته سلبياته كما نتطلع إلى أن تكون ظواهر التصرفات السلوكية والأخلاقية متوافقة مع منظومة التثقيف والتعليم والوعظ الموجّه وأن نشاهد السلوك المتوافق مع منظومة الأخلاق المعلنة، وأختم مقالي بأن ظاهرة تناقض السلوك مع ما يُدرس في المدارس ويُعلّم في البيوت ويقال في الإعلام من مواعظ تحتاج إلى دراسات عميقة، فإما أن الوعظ ومنظومة الأخلاق يتطوران، أو أن هناك منظومة أخلاقية فوق طاقاتنا لها مسببات قد لا نعلمها!