كتب - هيثم القباني: طالب د.راشد العماري عميد كلية الهندسة بجامعة قطر بوضع آلية دقيقة وشاملة لتقييم مشروعات البنية التحتية بشكل دوري، وعدم انتظار الانتهاء من تنفيذ تلك المشروعات لتقييمها، وذلك لتجنب الأخطاء الهندسية والعيوب الفنية التي تظهر بعد تسلم المشروعات. ودعا جهات العمل للاستفادة من الخبرات الأكاديمية والبحثية بالكلية لوضع الخطط والمشاريع المختلفة، لافتًا إلى أن الخلل في بعض مشروعات البنية التحتية يعود إلى وجود خلل في الخطط المستقبلية لتلك المشروعات. وأكد لـ الراية حرص الكلية على تخريج أفضل الكوادر الأكاديمية المؤهلة لدعم السوق القطري والريادة في مختلف الصناعات والقطاعات، بالإضافة للتميز في المجالات البحثية المختلفة في الجامعات العريقة. وكشف عن تخصيص 450 مليون دولار لدعم البحث العلمي بالكلية من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي والمؤسسات الصناعية المختلفة بالدولة. وأكد أن مجمل الأوراق البحثية المقدمة من الكلية خلال الـ 4 سنوات الأخيرة والمنشورة في المجلات المحكمة المعتمدة وصل 905، حيث تضاعفت أعداد الأبحاث لتصل ذروتها العام الماضي إلى 315 بحثًا أي بنسبة 280% . وأشار إلى زيادة الكادر التدريسي، واختياره على أسس تراعي الاحتياجات التعليمية والبحثية في الجامعة، وزيادة الكادر الوطني من خلال برنامج طموح لتأهيل أعضاء هيئة التدريس القطريين. وقال: بلغت نسبة الطالبات بكلية الهندسة 60% على عكس البنين والذين بلغت نسبتهم 30% أي ما يعادل الضعف. وقال: تتبنى كلية الهندسة الطرق الحديثة في مجال التعليم الهندسي انطلاقًا من رؤية الكلية والجامعة، حيث باشرت تصميم برامج توفر للطلاب الدراسة في بيئة ذات مناخ علمي مميز تجمع التعليم النظري مع التطبيقي ووضعت الكلية أسسًا أصيلة قائمة على مسألة التطور والإبداع.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: > كيف تفسر أسباب تكرار الأخطاء الهندسية والفنية في مشروعات البنية التحتية ؟. - المحاسبة أساسية في أي عمل ولا تكون المحاسبة في نهاية العمل بل يجب أن تكون مرحلية للوقوف على نتائج المشروع أولاً بأول وما هي الجودة، أنا أتكلم كوجهة نظر مهندس، هذا التقييم الدوري مهم ولا ننتظر اللحظات الأخيرة لتجنب المفاجآت في المشاريع بعد انتهائها. وأعتقد أن زحام الطرق يعود غالبًا لغياب خطة موحدة واضحة طويلة الأمد للمناطق المختلفة، حيث إنه يتم إقامة مول تجاري مثلاً ولم يكن موضوعًا في الخطة الأصلية ستضطر لعمل حفريات جديدة لعمل مرافق جديدة من كهرباء وغيرها ، فالتخطيط السليم يقضي على هذه الظاهرة. > هل يتم الاستفادة من الخبرات والأبحاث بالكلية ؟. - نتواصل مع الجهات المختلفة مثل هيئة أشغال ووزارة البلدية، ونعرض الاستفادة من خبرات أساتذة الجامعة، ولكن ينبغي أن يكون مستوى التعاون أكبر من جانبهم ، فالجامعة صرح أكاديمي هام يمتلك الرؤية والكفاءات والأبحاث الأكاديمية التي تواكب متطلبات العصر وتحديات المستقبل، ودورنا أن نمد تلك الجهات بخريجين في الهندسة ذوي كفاءات، وأبحاث علمية، وفي المقابل نريد استغلال الخبرات الموجودة في جامعة قطر وليس تقديم الدعم المادي. لكن أود أن أوضح أن الخبرات الأكاديمية يجب أن توضع موضعها في المشروعات الكبيرة وطويلة المدى وليس في "تصليح ماكينة أو شارع"، ولدينا خبرات لا تُستغل الاستغلال الأمثل في مشروعات البنية التحتية بل والتخطيط. رسالة وأهداف > ما هي رسالة وأهداف الكلية ؟. - تسعى كلية الهندسة لإعداد خريجين مؤهلين لدعم السوق القطري والريادة في مختلف الصناعات والقطاعات، بالإضافة للتميز في المجالات البحثية المختلفة في الجامعات العريقة ودعم رؤية قطر 2030 القائمة على الاقتصاد المعرفي، نسعى للحصول على خريج ذي كفاءة وتنافسية. ولتحقيق ذلك تقوم الكلية بجملة من الأمور الهامة منها: زيادة الكادر التدريسي، واختياره على أسس تراعي الاحتياجات التعليمية والبحثية في الجامعة، وزيادة الكادر الوطني من خلال برنامج طموح لتأهيل أعضاء هيئة التدريس القطريين، حيث يوجد عدد كبير منهم يدرسون في جامعات عالمية مرموقة في مختلف أنحاء العالم ومنها أمريكا الشمالية، واليابان وبريطانيا وسيثرون الكلية بعطائهم، إضافة إلى اختيار الكلية سنويًا لأفضل أعضاء هيئة التدريس في مختلف تخصصاتها لنقل خبراتهم ومعارفهم لطلبتنا. كما تسعى الكلية إلى تطوير مخرجاتها التعليمية والبحثية من خلال تطوير جميع برامج الهندسة لمواكبة التطور العالمي المتسارع في مجال التكنولوجيا. تحديات > هل ثمة تحديات تواجه كلية الهندسة لتحقيق تلك الرؤية ؟. - نعم .. يتمثل التحدي الرئيسي في استقطاب أعداد كبيرة من الطلاب الذكور من القطريين، خصوصًا والذين يمثلون نحو 30% فقط على عكس الفتيات والذين يشكلون نحو 60%، ومع هذا في الآونة الأخيرة استقطبنا أعدادًا لا بأس بها ونتطلع للمزيد. كما أن الخريجات على نفس كفاءة البنين بشهادة جهات عملهم من مصانع وشركات حيث أصبحت المهندسة القطرية تذهب إلى حقل العمل الميداني مثل الرجل بل وترتدي الزي الموحد فضلاً عن الخوذة، فأثبتت كفاءتها في سوق العمل مثلها مثل الرجل. وقمنا بتقديم ورقة بحث لدى الجمعية الأمريكية للتعليم الهندسي بالولايات المتحدة الأمريكية في يونيو الماضي في التعليم الهندسي، وفوجئوا بهذا العدد الكبير من الطالبات حيث كانوا يعتقدون أن المرأة القطرية تجلس في المقعد الخلفي وغير معنية بالعلوم الهندسية على الإطلاق ما أثار دهشتهم وباتوا يستفسرون عن تجربتنا، حيث إنهم يشكون من نقص أعداد طالبات الهندسة ويريدون أن يحذو حذونا. استقطاب الطلاب > ماذا بشأن الاعتماد الأكاديمي ؟. - تفخر كلية الهندسة بأنها من أوائل الكليات في المنطقة التي حققت الاعتماد لبرامجها ويعتبر هذا الاعتماد أكبر دليل على تطور برامج الكلية ومواكبتها لأفضل المعايير العلمية في تدريس الهندسة، وهو يحقق شهرة عالمية للكلية. > ما الذي قامت به الكلية في موضوع شؤون الطلاب ؟. - لدينا عدة برامج لاستقطاب الطلاب القطريين منها الأسبوع الهندسي الذي ينظم سنويًا في رحاب الجامعة، ويستقبل أبناءنا وبناتنا من طلاب المرحلة الثانوية حيث يتم تعريفهم بمهنة الهندسة، ومختلف التخصصات بالكلية وإعطاؤهم بعض المهارات التي تقدم لهم التخصصات بطريقة سهلة وممتعة وتطبيقية، ويشارك في هذه الفعالية 650 طالبًا سنويًا، بالإضافة إلى شركائنا في القطاع الصناعي. ومن البرامج المحفزة لدخول الكلية برنامج "الحياة هندسة" حيث شهد هذا البرنامج منذ سنوات إقبالاً كبيرًا من قبل الطلاب التعاون الأكاديمي > ما هو شكل التعاون الأكاديمي مع جهات كهيئة أشغال ؟. - خريجونا موجودون في كافة مواقع العمل.. في هيئة الأشغال العامة وغيرها.. ولكن التطور التي تشهده البلاد واتساع رقعة العمل قد يعوق ملاحظة وجودهم، فهناك اجتماعات دورية معهم واتصالات واجتماعات سنوية مع الطلاب ويقدمون اقتراحاتهم ويتم الأخذ بها. فمثلاً اشترطوا أن يكون خريج الهندسة على دراية بعلم الاقتصاد فقمنا بطرح مقرر الاقتصاد الهندسي لمواكبة سوق العمل. وثمة ملاحظات في بدايات الكلية عن مهارات الطلاب وتم تطويرهم، وما ساعد الأمر على ذلك هو الاستجابة السريعة للجامعة وقلما نجد هذا الأمر في جامعات عربية. > كيف تقيّمون العلاقة مع القطاع الصناعي ؟. - تلك العلاقة متميزة جدًا وتفاعلية وفيها مصالح مشتركة لكل من الطرفين، وهناك لقاءات دورية مع الشركات الصناعية المحيطة بنا والعاملة في دولة قطر، ويمكن تلخيص العلاقة في إمداد الشركات بخريجي الهندسة كل عام، والتواصل مع الشركات لتنظيم المحاضرات الدورية لطلبة الهندسة، فضلاً عن التعاون مع الشركات لتوفير فرص تدريب للطلبة خلال فترة الصيف إذ إن هناك مساق إجباري لجميع طلبة الهندسة باجتياز فصل تدريب مكون من 8 أسابيع في أي من مؤسسات وشركات الدولة المعتمدة، بينما يُعتبر المساق اختياريا لطلبة هندسة الحاسب الآلي. كما يتم التواصل مع شركات البترول والغاز من خلال الاجتماعات الدورية التي تتم مع هذه الشركات بهدف طلب المشورة من هذه الشركات لمشاريع ومبادرات مركز أبحاث الغاز. ومن هذه العلاقات كذلك مع القطاع الخاص وجود (10) كراسي بحثية من قبل الشركات الراعية ولدينا شراكات في مجالات البحوث المختلفة مع القطاع الصناعي في البلاد . المهندس القطري أو خريجو الكلية بشكل عام يتم تأهيلهم أثناء فترة الدراسة بشكل نوعي ومتميز وفقًا لمعايير الجودة العالمية. برامج > كم يبلغ عدد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ؟. - لدينا خلال هذا الفصل حوالي 3591 طالبًا وطالبة في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وهذا يشمل طلبة الدراسات العليا ومجموعهم ٤٠٠ طالب وطالبة يتابعون دراساتهم العليا بالكلية للحصول على الماجستير والدكتوراه، ولدينا 177 أكاديميًا من بينهم 117 أستاذًا، من 77 دولة. > كم برنامجًا تقدمه الكلية حاليًا ؟. - تقدم الكلية 8 برامج هي العمارة، الهندسة المدنية، والكيميائية، علوم الحاسب، هندسة الحاسب، الهندسة الكهربائية، الهندسة الصناعية والنظم ، الهندسة الميكانيكية. أما في مرحلة الدراسات العليا لمرحلة الماجستير فتطرح الكلية سبع برامج هي الحوسبة، الإدارة الهندسية، الهندسة البيئية، الهندسة المدنية، الهندسة الكهربائية، والهندسة الميكانيكية. وفي برامج الدكتوراه تقدم الكلية 12 برنامج دكتوراه في جميع برامج البكالوريوس المذكورة، بالإضافة إلى الهندسة البيئية، والإدارة الهندسية، وهندسة علوم المواد، والتخطيط العمراني و7 برنامج ماجستير. > هل هناك خطة لزيادة عدد البرامج المقدمة ؟. - نتكامل ونتعاون ونتنافس بين الجامعات المختلفة في الدولة، ولكن التركيز الآن على البرامج المتاحة حاليًا والبحث العلمي إلى جانب أسلوب التدريس وتطويره الأمر الذي أعتقد أنه أفضل من عمل مزيد من البرامج. كما أن الكلية لن تضع خطة لبرامج جديدة إلا بعد عمل مسح شامل يكشف أن خريجينا سيستفيدون من هذا البرنامج وسيكون لهم فرص عمل. وسيكون الاعتماد في المستقبل على الدراسات العليا حيث التخصص والمجالات الفريدة وسيصبح البكالوريوس هو المرحلة الأولية أو التمهيدية للمهندس. البحث العلمي - أين البحث العلمي في خطط الكلية وبرامجها ؟. - البحث العلمي هو هدف أساسي ومكون معتبر في خطط الكلية وعملها، حيث تخصص دولة قطر جزءًا من ميزانيتها السنوية لهذا الهدف الحيوي، من أجل إقامة اقتصاد مبني على المعرفة من خلال التعمق في مجالات البحث العلمي، وتفعيل الابتكار والإبداع من خلال المتابعة للجوائز السنوية وعدد الأبحاث التي أنجزتها كلية الهندسة نتأكد من هذا التطور الكبير الذي شهده هذا الجانب في عملنا، حيث حصلنا على جوائز من برامج المدينة التعليمية البحثية مثل ( NPRP)، و(PDRA) و(GSRA) و(UREP). ثمة أبحاث هائلة تم نشرها في مجلات علمية محكمة معتمدة بخلاف نشرات المؤتمرات والذي سيساهم في ترتيب الجامعات عالميًا. وبلغ مجمل الأوراق البحثية في الأربع سنوات الأخيرة والمنشورة في المجلات المحكمة المعتمدة 905 ، حيث تضاعفت أعداد الأبحاث لتصل ذروتها في 2014 إلى 315 بحثًا أي بنسبة 280% . وكان عدد الأبحاث 128 بحثًا في 2011 ، مقابل 214 بحثًا في 2012 و248 بحثًا في 2013 و315 بحثًا في 2014. كما أن تكلفة الإنفاق على الأبحاث العلمية بكلية الهندسة حاليًا بلغت 400 مليون دولار، وهو دعم مقدم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي وعدد من المؤسسات الصناعية ما أدى إلى استقطاب علماء مميزين بفضل هذا الدعم البحثي.