يعتبر موقع التواصل الإلكتروني (تويتر) فضاء عموميا افتراضيا في ظل غياب الفضاء العمومي الحقيقي الذي يمكن أن يشكل حراكا ثقافيا مباشرا كما في أكثر الفضاءات العمومية في أنحاء العالم الذي كان له أثر في حراكهم الاجتماعي والثقافي على أكثر من نظاق. توتير هو فضاء السعودية العمومي، وهذا (ربما) ما يفسر إحصائيات الموقع الذي سبق وأن أوضح أن السعوديين من أكثر الدول العربية تداولا لفضاء تويتر. والحوارات التي تدور في هذا الفضاء العمومي يمكن أن تشكل مادة فكرية وثقافية تصلح للاتكاء في تحليل الكثير من المعطيات الثقافية. خاصة في الحوارات التي تدور حول قضايا اجتماعية أو دينية كونها القضايا الأكثر حساسية في الوضع السعودي كقضايا المرأة أو القضايا الدعوية ونقد بعض التصرفات الدينية التي تصدر من بعض الشخصيات لتثور الحوارات أو الصراعات الافتراضية بين الخصوم. من جهة أخرى فإن هذه الحوارات في غالبها تقوم على مسألة إعادة (صناعة العجلة) الفكرية بمعنى أن الكثير من القضايا التي تتخاصم حولها تيارات المجتمع واتجاهاته هي من قبيل القضايا التي أكل عليها الدهر وشرب وأعيد فيها الكلام كثيرا في غالبية المجتمعات لكنها تعتبر جديدة على مجتمعنا على الرغم من اتصاله بغالبية المجتمعات الغربية والإسلامية المتحضرة سواء عن طريق الاحتكاك والمعايشة اليومية المباشرة، أو غير المباشر كالاتصال الفضائي أو غيره، الأمر الذي يجعلنا نستهلك أنفسنا في حوارات طويلة وعديدة ومتشعبة والتي سبق وأن أجيب عليها كثير في مواقع أخرى أو في مجتمعات أخرى ولم تعد تثار لانتهائها مما يجعلنا ندور في ذات المرحلة الفكرية منذ سنوات ولم نستطع الانتقال إلى ما هو أعلى على الرغم من أن الحوارات امتدت لسنوات حيث كانت تدور في فضاء المنتديات سابقا ومازالت هي نفسها أو قريب منها قبل تويتر.