لندن: «الشرق الأوسط» تراجع النفط صوب 110 دولارات للبرميل أمس، حيث أشارت بيانات عن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة إلى إمدادات جيدة في السوق، إضافة إلى قيام مستثمرين بجني الأرباح قبل سيل من البيانات، التي من المنتظر أن تعلنها وكالات حكومية أميركية أعيد فتحها. وساهم إحراز تقدم في المحادثات حول برنامج إيران النووي أيضا في الضغط على العقود الآجلة للخام، نظرا لأن التوصل إلى اتفاق مع الغرب قد يجلب مزيدا من النفط إلى السوق. وانخفض خام القياس الأوروبي مزيج برنت 41 سنتا إلى 18.110 دولار للبرميل. وارتفعت العقود تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) التي تنتهي اليوم 90 سنتا، بينما استقرت العقود تسليم ديسمبر (كانون الأول) مرتفعة 17.1 دولار. وهبط الخام الأميركي الخفيف 51 سنتا إلى 78.101 دولار للبرميل. وبحسب «رويترز»، أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي زيادة مخزونات النفط الخام في نقطة تجمع كوشينج بأوكلاهوما الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ أوائل يوليو (تموز)، بينما ارتفعت أيضا مخزونات الخام في الولايات المتحدة بشكل عام. وزادت مخزونات النفط في الولايات المتحدة 9.5 مليون برميل في الأسبوع حتى 11 أكتوبر، بحسب بيانات معهد البترول الأميركي، وهو ما يوازي أكثر من مثلي توقعات محللين في استطلاع لـ«رويترز»، بزيادة قدرها 2.2 مليون برميل. وفي دايجو بكوريا الجنوبية، قال وزير الطاقة التركي، تانر يلدز، أمس، إن تركيا ستستورد خمسة ملايين طن (100 ألف برميل يوميا) على الأقل من النفط الخام الإيراني العام المقبل نظرا لأن أي تخفيضات أخرى في واردات البلاد من النفط الإيراني ستشكل «تهديدا» للاقتصاد التركي. وبحسب «رويترز»، قال الوزير في حديث للصحافيين خلال مؤتمر الطاقة العالمي في كوريا الجنوبية، إن تركيا تستورد أيضا عشرة مليارات متر مكعب من الغاز من إيران، وسترفع مستوى مشتريات الغاز إذا عرضت إيران المزيد منه. ويعتقد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن إيران تطور برنامجا يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مخصص لتوليد الكهرباء. وأدت العقوبات الغربية على الجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي إلى خفض صادرات النفط الإيراني بمقدار النصف عن مستويات ما قبل 2012 وكبدت إيران خسائر بمليارات الدولارات شهريا نظرا لفقدان إيرادات نفطية. وقال يلدز إن الطلب على الطاقة في تركيا زاد إلى مثليه في السنوات العشر الماضية وسيتضاعف إلى مثليه مرة أخرى في السنوات العشر المقبلة. وأضاف أن تركيا مستعدة أيضا لشراء مزيد من الغاز من العراق إذا رفع إنتاجه. وجددت الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) إعفاء تركيا وثمانية اقتصادات أخرى لستة أشهر من العقوبات على إيران مقابل موافقتها على خفض مشترياتها من النفط الإيراني. وعقدت ست قوى عالمية هذا الأسبوع جولة مفاوضات مع إيران استمرت يومين، ووصفت الولايات المتحدة تلك المفاوضات بأنها الأكثر جدية وصراحة حتى الآن. وقال دبلوماسيون غربيون إن إيران لمحت إلى أنها مستعدة لتقليص أنشطة نووية حساسة مقابل إعفاء عاجل من العقوبات. ونفى يلدز وجود أي تأخير في أول محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية في تركيا وقال إنه جرى استكمال تحسينات إضافية متعلقة بالسلامة. وأضاف أن المحطة الثانية المزمعة على البحر الأسود ستبنى كما هو مقرر لتبدأ التشغيل في عام 2023. وقال مصدر مطلع على خطط تركيا النووية في وقت سابق هذا الشهر، إن المحطة الأولى التي تبنيها «روزاتوم» الروسية من المرجح أن تتأخر عاما على الأقل نظرا لتعقيدات روتينية تسبب أضرارا للمشروع الذي يتكلف 20 مليار دولار ويهدف لإنتاج 4800 ميغاواط من الطاقة الكهربائية. وستستضيف تركيا مؤتمر الطاقة العالمي التالي في عام 2016.