تعتبر الرافعات البرجية أحد أبرز المعدات التي تعتمد عليها المشاريع العملاقة، فهي العصب الأساسي في المشروع، ولولا التطور التقني الكبير الذي طرأ عليها منذ بداية الثورة الصناعية إلى الآن، لما استطاع المهندسون أن يصلوا إلى هذه الارتفاعات الشاهقة التي وصلت إليها الأبراج اليوم. فمن الروافع التي تعتمد في حركتها على القوى البشرية أو الحيوانية إلى الروافع ذات محركات الديزل والمحركات الكهربائية والهيدروليكية. ومن نظام ميكانيكي بحت، إلى أنظمة التحكم والقيادة عبر الأقمار الصناعية. ويصل ارتفاع الرافعات غير المدعم إلى 265 قدما (80م). وتستطيع الرافعة أن تصل إلى ارتفاع أعلى بكثير من هذا الرقم إذا ما تم ربطها بالبناء، فيما تصل قدرة الرفع الكبرى إلى 19.8 طن (18 طنا قياسيا متريا)، أو (300 طن- متر)، ويصل وزن المقاومة إلى 20 طنا (16.3 طن متري). ويبلغ مدى الثقل الأكبر الذي تستطيع الرافعة حمله إلى 18 طنا متريا (39.690 باوند)، لكنها لا تستطيع رفع مثل هذا الوزن إذا تم وضع الثقل في نهاية الذراع العامل. إذ كلما كان الثقل أقرب إلى آلة كلما غدا في مقدور الرافعة أن ترفع الوزن بصورة أمينة وهذا ما تظهره نسبة الـ300 طن متري. فعلى سبيل المثال، إذا ما وضع العامل الميكانيكي الثقل على مسافة 30 مترا (100 قدم) من آلة، سيغدو في مقدور الرافعة رفع ثقل أقصى يصل إلى 10.1 طن. وعادة ما يتساءل البعض حول السبب في عدم سقوط الرافعات رغم ارتفاعها الشاهق، وحسب خبراء الصناعات الثقيلة فإن السر في تماسك الرافعة هو وجود الطبقة البيتونية الكبيرة بالدرجة الأولى والتي تقوم الشركة الإنشائية بصبّها قبل عدة أسابيع من وصول الرافعة. وتصل قياسات هذه الطبقة بصورة نموذجية إلى مربع طول ذراعه يبلغ30 قدم وسماكته (الارتفاع) إلى 4 أقدام أي (10*10*1.3 م)، في حين يصل وزنها إلى 400 ألف باوند (182 ألف كغ) الأمر الذي يعمل على دعم قاعدة الرافعة بشكل كبير. رافعة ملعب ساوباولو ..الحادث الأشهر في العالم رغم انتشار حوادث الرافعات البرجية، إلا أن حادثة ساوباولو بالبرازيل تعد الأشهر على مستوى العالم، حيث سقطت رافعة تزن 500 طن على ملعب كورينثيانز قبل يوم واحد من إعلان جاهزيته لاستضافة المباراة الافتتاحية لمونديال 2014م. وأثار الحادث الذي قتل وأصيب فيه العديد من العاملين في المشروع، تساؤلات على مستوى العالم عن قدرة البرازيل على إعادة بناء الملعب في الأشهر القليلة المتبقية على افتتاح المونديال. إلا أن أعلنت الشركة المنفذة الانتهاء من إعادة تركيب الجزء المنهار والبالغ زنته 420 طنا قبل انطلاق حفل الافتتاح بوقت كاف. وفي عام 1999 م شهدت حديقة ميلر بميلووكي الأمريكية سقوط رافعة تزن 423 طنا، ما أدى إلى مصرع 7 عمال وإصابة آخرين. وفي عام 2006 م انهارت رافعة على مجموعة من المنازل والسيارات وسط العاصمة البريطانية لندن، وقتل في الحدث 4 أشخاص. وفي عام 2008م قتل سبعة أشخاص في نيويرك جراء سقوط رافعة عملاقة على مجموعة من المنازل وسط حي سكني بعد يومين من الاحتفال السنوي بيوم القديس باتريك، وبعد مرور 3 أشهر شهدت المدينة حادثا مماثلا وسط منهاتن قتل وأصيب فيه 17 شخصا نتيجة سقوط رافعة على عمارة مكونة من 32 طابقا. وفي الهند سقطت رافعة برجية خلال عاصفة قوية هبت على مدينة أماركانتاك بولاية مادهيا براديش الهندية منتصف سبتمبر عام 2015م، وتسببت في مقتل 7 أشخاص على الأقل، بينهم أطفال. ودمرت العشرات من السيارات والمنازل والمحال التجارية.