أنهت لجنة مكافحة الفساد في الحزب الشيوعي الصيني مسيرة رئيس الحزب في مقاطعة هيباي زو بنشون، وأعلنت أنها بدأت التحقيق معه لوجود شكوك تتعلق بارتكابه انتهاكات جدية خطيرة لنظام الحزب والقانون، وبات ينتظره مصير آخر وراء القضبان. وأعلنت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في تقرير لها نشر أخيراً، عن فصل بنشون من الحزب الشيوعي، وإعفائه من منصبه كرئيس للحزب في مقاطعة هيباي الأكثر اكتظاظاً بالسكان. ويسلط سقوط بنشون المفاجئ، وهو أول رئيس مقاطعة يطاله سيف الرئيس الصيني شي جينبينغ لمكافحة الفساد، الضوء على المخاوف التي تتغلغل في صفوف نخبة الحزب الشيوعي، الذي يواجه أعضاؤه تطورين مثيرين للقلق يتخطيان حدود السيطرة، ويتمثلان بتباطؤ وتيرة الاقتصاد، التي تبدو أكثر سوءاً مما توقع المسؤولون الصينيون، والتي قد تسطر نهاية حقبة النمو السريع في الصين، إضافةً إلى حملة مكافحة الفساد في أوساط المسؤولين التي استمرت لوقت أطول، ووصلت إلى حدود أبعد بكثير من التصورات والتوقعات. ويقف وراء اتخاذ القرارات في كلا الشأنين جينبينغ نفسه، الذي تسلم زمام الأمور قبل ثلاث سنوات، ووضع أجندة طموحة لا تخلو من المخاطر السياسية. اليوم، وقبل بضع أسابيع من القمة المقرر عقدها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، تبدو تلك المخاطر أكبر، في ظل مؤشرات تدل على أن جينبينغ وأسلوب قيادته الصارم يواجهان المزيد من المقاومة الجريئة داخل أوساط الحزب، على نحو قد يحدّ من قدراته على المضي قدماً في تحقيق أهدافه الإصلاحية.