كتبت أكثر من مرة أن ما يسمى الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أثبت فشله الذريع على أكثر من صعيد. وأن ميزانية الـ 2 مليار ستذهب سدى إذا استمرت إدارة ذلك الصندوق بنفس الوتيرة والعقلية، لكن لا حياة لمن تنادي، وتركت الأمور على ما هي عليه. الآن المسؤول عن ذلك الصندوق الفاشل هو الوزير الشاب خالد ناصر الروضان، ونحن نأمل فيه خيراً بتحريك مياه الصندوق الراكدة، وقد بدأها الروضان بأحد المسؤولين في الصندوق المخالف لقانون الصندوق نفسه، وذلك بامتلاكه لحصص في 3 شركات، وقانون الصندوق يحرم ذلك، ونتمنى أن يطبق القانون بصرامة على ذلك الوضع الشاذ، كما أن إدارة الصندوق، التي ربما تعلم بالمخالفة طوال تلك المدة، يجب أن تتم مساءلتها. *** ومخالفة أحد المسؤولين في الصندوق للقانون هي رأس جبل الجليد، أما جبل الجليد فقد سلط عليه الضوء مشكوراً رئيس لجنة الميزانيات، النائب المخضرم عدنان عبدالصمد، الذي أمهلت لجنته الأسبوع الماضي الصندوق شهراً واحداً لاتخاذ خطوات جادة في التعاون مع الجهات الرقابية (ديوان المحاسبة)، خاصة في ظل استمرار المآخذ والملاحظات، الأمر الذي من شأنه تعريض ميزانية الصندوق للرفض للسنة الثانية. النائب عبدالصمد بيّن رفض اللجنة القاطع استمرار ما ينتهجه الصندوق مع ديوان المحاسبة، من عدم تمكينه مباشرة مهامه الرقابية، موضحاً أن ميزانية الصندوق وحسابه الختامي لم يحظيا بثقة اللجنة في السنة السابقة، لغياب الإدارة الرقابية عنها لما يقارب السنة، بعدما قام ديوان المحاسبة بسحب فريقه من الصندوق بسبب تعطيل الأخير لأعماله. عبدالصمد شدد على ضرورة اتخاذ الوزير الروضان خطوات جادة لتلافي المآخذ الكثيرة، التي بينها ديوان المحاسبة، خاصة أن رأسماله ــ أي الصندوق ــ يبلغ 2 مليار دينار! وأكد الديوان أن الصندوق غير كفء.، ويعاني خللا وارتباكا ماليا وإداريا، وعدم إمساكه حسابات منتظمة يعرض تلك الأموال لخطر الاختلاس، وأكد الديوان ملاحظته حول عدم مزاولة الصندوق نشاطه الرئيسي، وعدم وجود بيانات تثبت ذلك. (انتهى) (القبس 26 مارس الجاري). وفي ظل تلك الشهادات الدامغة من جهات رقابية مستقلة عليا، مثل مجلس الأمة (لجنة الميزانيات)، وديوان المحاسبة، فهل سيظل الصندوق على طمام المرحوم، ولا نرى أو نلمس منه سوى الوعود غير المطبقة على أرض الواقع، ليصبح عبئا إضافيا علينا وعلى ميزاينة الدولة المتهالكة (التي أصبحت مؤخراً وبلا فخر دولة مقترضة بدل أن تكون دولة مقرضة كعادتها؟!). وعود وتصريحات معظم قيادات ذلك الصندوق «الفقاعية» تذكرنا بالمثل القائل «فوق شينه قواة عينه»؟! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغليAli-albaghli@hotmail.com