في البدء أعتذر عن إطالة الحكاية لكنها طويلة بالفعل ولم أقصد تجزئتها ولكن هذا هو واقع (حرب) الشوارع فمهما كتبنا لن نصل الى كل التفاصيل. يقولون (إياهم) نحن أعرف منكم بما يجب فعله وأقول أين الفعل الملموس الذي يؤشّر بأننا على وشك الاقتراب ليس من نهاية الكابوس ولكن من تخفيف حدته وتطمين الناس بأنهم في أمان من الموت، وأنهم سيعودون لأهاليهم بسلام فهم في رعايتنا أقصد شرطة المرور وأمن الطرق وغيرهم من المؤتمنين على سلامتنا. في كل مرة أراني مجبرا على العودة ل(ساهر الجبار) الذي جعل المرور يغيب وأهمس لهم في هذه السلسلة بأن فرط السرعة ليس كل التفاصيل ولا كل الأسباب. نعم السرعة عامل مساهم في تفاقم حدة الحوادث لكنها ليست العامل الرئيس. في الأجزاء السابقة من هذه المقالات عرضت تأثير العنصر البشري وخصوصا ضابط النظام (شرطة المرور) والسائق الذي اعتبرته ذروة سنام المشكلة والضعف الشديد في تأهيله وضبط سلوكه على الطريق. اليوم سأتناول المركبة (السيارة) من زاوية مختلفة عن سائد طرحهم. هم يركّزون على ميكانيكية السيارة وضرورة فحصها وجاهزيتها للسير وهذه أمور أساسية فالمركبة غير الآمنة من ناحية وسائل السلامة فهي تلك التي لا تجدي معها الصيانة ولا الترميم لانتهاء صلاحيتها المفترضة يجب أن يكون مكانها (أحواش) التشليح وليس الطرقات، ولن أطيل في هذه الحكاية لكن سأشير الى ما يُفاقم نتائج الحوادث في عدد القتلى والمصابين ألا وهو عدد ركاب السيارة. الشركات المُصنعة للسيارات تُحدد عدد الركاب بعدد المقاعد وتضع لكل مقعد حزام أمان. السيارات الخاصة تبدأ سعتها من سائق وراكب كسيارات ما يُسمى (سبور) ثم أربعة ركاب الى ثمانية وهو العدد الأقصى للسيارات العائلية لأن ما يتجاوز هذا العدد يدخل في فئة الحافلات الصغيرة ثم الكبيرة. لكن الذي يحدث في بلادنا بحكم كبر عدد الأسرة هذا في حالة وجود زوجة واحدة مع الأبناء والبنات وأم الزوج والتي عادة ما تركب في المقعد الأمامي احتراما لها هذا غير الخادمة فيصبح عدد ركاب السيارة العائلية أكثر من 10 أشخاص وفي حالة وقوع حادث يكون عدد الضحايا كبيرا وهو الأمر الذي لا ينفع معه لا استراتيجية ولا تنبؤ بالقدرة على خفض نسبة القتلى والمصابين. حسناً ما هو الحل؟ هل تمنع أجهزة الضبط النظامي (مرور/أمن طرق) أي سيارة تحمل عدد ركاب أكثر من المقرر سيما العائلات؟ وهي (أي السيارات) في الغالب تكون مظللة الزجاج ويخشى المُفتّش من ايقافها بحجة وجود نساء في السيارة؟ قد تكون هذه الحالة نادرة في العالم لكنها سائدة لدينا وهنا تكمن الصعوبة في التعاطي معها لحساسية الأمر وحرج الموقف. هنا لا تُلام الأجهزة الرسمية لأننا كمجتمع (هذا حنا) ولنتحمّل النتائج أو لنتقبّل التنظيمات حتى لو كانت صعبة وقاسية! هذا العدد الكبير من الركاب مع امتعتهم سيشكلون ثقلا ضاغطا على الإطارات (الكفرات) والتي لها قدرة تحمّل معينة فيما لو افترضنا اختيار إطارات مناسبة لتحمل درجات حرارة مرتفعة جدا في بيئة صحراوية حارة بجانب قياس معقول لضغط الهواء داخل تلك الإطارات يتناسب مع (حمولة) السيارة وهو الأمر الذي يُعتبر شبه مُهمل لدى كثير من السائقين. الحديث عن العناصر التقنية في المركبة طويل ومتشعّب وأيضا هناك عناصر أخرى مهمة كعنصر الطريق وتأثيثه ووسائل التحكم فيه وهندسة المرور هذا غير المخالفات الشائعة الخطرة التي يرتكبها السائق ولا يوليها المرور الأهمية التي تستحقها لهذا أراني في حرج من التطويل. هل أواصل أم أُغير الموجة؟ لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net