بينالي الفن المعاصرفي مدينة ليون الفرنسية، يقدم لنا في طبعته الحالية رؤية فنية حول الحياة العصرية بكل متناقضاتها. لذلك حمل هذا العام عنوان الحياة العصرية. أمين المعرض رالف روغوف، يرى أن هناك فرقا واضحا بين عمل الصحافي وعمل الفنان في التعبير عن عالمنا اليوم. يقول رالف روغوف: نحن نعلم أن هناك فرقا كبيرا بين المعلومات التي تغمرنا من كل جانب. هناك الكثير من المعلومات التي يمكن أن يكون لها معنى. الفن هو ما يعطي إمكانية انشاء معاني جديدة. وهذا شيء يحدث مع الجمهور، فيترجم رقصة ما بطريقة معينة. بالنسبة للفنانين، أعتقد أن قوة الفن في ثقافتنا هو أنه المكان الذي يمكن أن تتولد فيه المعاني. وفقا لمؤسس بينالي الفن المعاصر ومديره الفني، هناك اليوم عدد متزايد من الفنانين الذين يعتمدون في أعمالهم على مراجع مفاهيمية وثقافية. يقول مؤسس بينالي الفن، تييري راسبيل:إذا نظرنا إلى ثلاثين سنة أو أربعين سنة خلت، سنرى أن المنافس الرئيسي للفنان هو فنان آخر. اليوم، أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي هي المنافس، ما يعني أن الصورة والأشياء التي توضع على انستغرام وفايس بوك، تجبر الفنان أن يكون أكثر تفاعلا مع الجمهور وتجعله يفكر في تقديم صورة مفهومة. الفنان الفرنسي ميشال بلازي يستخدم في عمله عناصر طبيعية مثلما نشاهد في عمله الفني بعنوانيد خضراءوالذي يهدف من خلاله إلى التعبير عن مفهوم التطوروالحرية. يقول الفنان ميشال بلازي: عملية البستنة أجدها مثيرة للاهتمام ومن المهم ممارسة هذه العملية بطريقة فنية لأننا لا نحذق هذه المسألة بنسبة مائة في المائة، هناك وضعيات أحبها وهي أنني هنا ولكن يتم نسياني. هذا التثبيت يشبه ملجأ للمشردين في مدينة صفيح . صاحبه هوالفنان اليوناني أندرياس لوليس الذي يقول:هنا نرى نوعين من الرخام واحد أصفر من المغرب، والآخر أبيض من جزيرة يونانية. كل شيء مصنوع باليد، المشروع تطلب مني عاما ونصف العام من العمل. الرخام هومادة فاخرة، من خلال استخدامه في تصميم ما يشبه مأوى للمشردين، ينتقد هذا الفنان التقييمات التقليدية ويدفع المشاهد للتساؤل حول عدة مفاهيم مثل الغرور والجمال الزائف. الفنان الألماني كلاوس فيبر، يسعى من خلال أعماله إلى تقويض العديد من الأفكار المسلمة و يقول: عملي يدورحول المحدودية، حدود المرونة وحدود القوة وحدود مواردنا. الفنان التركي أحمد أوود، يعمل من ناحيته على القضايا الاجتماعية المعقدة مثل الهجرة والمشاكل الديموغرافية، وتأثيرالاقتصاد على الحياة اليومية، من خلال هذا التثبيت، يسعى إلى تسليط الضوء على حلقتين مضيئتين في تاريخ في تاريخ ليون :اختراع السينما من قبل الاخوة لوميير وصناعة النسيج. يقول الفنان التركي أحمد أوود: أردت الجمع بين هاتين المسألتين الهامتين..دور السينما والأعمال الحرفية اليدوية في تطورالصناعة، نحن نترك دائما الأمور وراءنا لأننا نخلق أشياء جديدة. ولكن عندما نخلق أشياء جديدة، من المهم جدا أن نعيد النظر في تلك القديمة من خلال الفن والسينما. مائة وستون فنانا من عشرين بلدا يعرضون أعمالهم هنا في بينالي الفن المعاصرفي ليون حتى يناير المقبل. يقول وولفغانغ سبيندلرمن يورونيوز:هذه الأعمال الفنية تحثنا على رؤية العالم الذي نعيش فيه من زاوية مختلفة .. البينالي يقدم لنا نظرة مختلفة عن تلك التي تثيرها وسائل الإعلام التقليدية والمؤسسات الإجتماعية ويجعلنا نستحضرعالمنا وحياتنا بكل تناقضاتها.