×
محافظة المنطقة الشرقية

"الصحة" تضبط 485 كيلو من مواد التبغ وبدائلها المحظورة... ومصادرة سيارة باص وإحالة المخالفين إلى "النيابة"

صورة الخبر

صراحة واس : أوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المسلمين بتقوى الله حق التقوى. وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض : يا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى وعباد الله في هذه الأيام وطوابير الحجيج ترد إلى بيت الله الحرام من كل حدب وصوب استجابة لأمر الله وتلبية لنداء الخليل ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ), جاؤوا ليشهدوا منافع لهم وأي منفعة أعظم من اجتماع كلمتهم وتالف قلوبهم واتحاد مقصدهم وإنهم جميعاً جاؤوا حجاجاً لله امتثالاً لقول الله ( وأتم الحج والعمرة لله ) , جاؤا لأداء هذه النسك العظيمة التي فرضها عليهم وجعلها أحد أركان الإسلام جاؤوا لأدائه ليشهد منافع فيما بينهم وتذكروا قول الله ( إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ), كانوا متفرقين وكانوا أعداء بعضهم على بعض فجاء الإسلام وجمع القلوب على الخير والهدى ( وهو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ) , جاؤوا ليشهدوا منافع لهم إن تعاونوا فيما بينهم ومعرفة الحق أن الإسلام لم يفرق بين لون وإقليم وعرق وقبيلة , ولكن الإسلام جامع للجميع ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمة الله إخوانا ) , جاؤوا لبيت الله الحرام أمن مطمئن سخاء رخاء متوفر فيه كثير من الحاجيات من مطعم وماء وحلية وطرق ميسرة وعناية بالأمن والاستقرار وتوفر النعم الأمر العجيب الذي كل من أتى بيت الله الحرام ولهذا الخليل عليه السلام دعا إليهم بقوله ( رب اجعل هذا البلد أمن وارزق أهله من الثمرات ). وتابع سماحته قائلاً : لقد كان الحج فيما مضى أحيانا أصعب الأمور والبعض يكون الحج مستحيلا لان الطرق غير أمنه فلا أمن في الطرق ولا مرافق عامة , ولكن الله بجوده وكرمه يسر في الأزمنة الأخيرة دولة الإسلام التي رعت الحرمين حق الرعاية وتعاون سلف بعد سلف في خدمة الحرمين الشريفين وتهيئتهم للحجاج والمعتمرين والزائرين وجزأهم الله عن ما قدموه خير , أمة الإسلام أن بيت الله الحرام له خصائص دون غيره من البقاع فهو أطهر بقعة على وجه الأرض أفضل بقعة على وجه الأرض بيت الله الحرام وهذا من فضل الله وكرمة أن الله اختاره لنبيه وجعله مناسك للعباد واوجب عليهم الإتيان إليه من قرب وبعد من كل فج عميق فيدخلونه متواضعين ومتذللين متخشعين كاشفين عن رؤسهم متجردين من لباس الدنيا متجردين ولا يدخلوه إلا لمن أراد أن يكون محرماً في الميقات لأن المواقيت حرم للحق والحرم حرم لمكة ومكة حرم لبيت الله الحرام ومن خصائصه أن الله أوجب على النبي فقال : ومن دخله كان أمناً فلا يسفك فيه دم ولا يقطع فيه شجرة , كل ذالك من خصائص هذا البلد العظيم , ومن خصائصه أن الله جعله ماحياً للذنوب مكفراً للذنوب حاطاً للخطايا , يقول صلى الله عليه وسلم / من أتى البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه /, ومن خصائصه أن الله في كتابه العزيز قال ( لا أقسم بهذا البلد ), وقال تعالى ( والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين ) , وليس على وجه الأرض بقعة يشرع قصدها والطواف بها إلأ بيت الله الحرام ,فالحج ركن من أركان الإسلام وليس بغيره تلك الخصوصية , والركن اليماني فالحجر يقبل أو يشار إليه . وأفاد سماحة مفتي عام المملكة أن من خصائص بيت الله الحرام الصلاة فيه بـ 100 ألف صلاة فيما سواه , ففي حادثة في عهد النبي عن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال / صلاة في مسجدي هذا خير من 1000 صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام /, ومن خصائصه أنه قبلة الأرض كلها ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ), ومن خصائصه أن يعاقب من هم في معصية , وإن لم يفعلها فيعاقب بمجرد التفكير بها ( ومن يرد به الحاد بظلم نذقه بعذاب اليم ) الأصل أن من عمل حسنة فله عشر أمثالها ومن عمل سيئة فله مثلها أو يعفو الله , لكن الحرم من همّ به بسوء بقتل نفس مسلمة أو إفساد فإن الله يعاقبه بالعقوبة مهما بلغ وكان , ومن خصائصها انجذاب القلوب نحوها ومحبة القلوب لها ( إذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ) . وأضاف سماحته أن من حكمة الله أن جعل للعشرة الأيام فضل , ففضّل بعض الشهور وبعض أيامه على بعض , جعلها سيد الشهور واختص الشهور الأربعة لأن الله قال بها ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) , واختص ذي الحجة بخصائص لأيام يقول صلى الله عليه وسلم // ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله , قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذالك بشيء // , وأقسم الله بها في كتابه ( والفجر وليال عشر ) , وجعلها أياماً معلومات في قوله تعالى (( ويذكر اسم الله في أيام معلومات )). وبين أن الصحابة فسروها بأنها العشر من ذي الحجة , وجعلها أفضل أيام الدنيا ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر , فيها يوم عرفة الذي فيه محو للذنوب والعتق من النار , ما من يوم يعتق الله به عباده من النار من يوم عرفة وإنه يباهي به ملائكته ويقول ما أراد هؤلاء, ويقول صلى الله عليه وسلم // من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر الله له , وخير الدعاء وخير ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير , فاشغلوا في هذه العشر أمهات العباد من الصلاة والصدقة والصوم والحج والإكثار من ذكر الله , أكثروا فيها من طاعة الله أكثروا فيها من الصدقات وتسهيل أمر المعسرين ,والأعمال الصالحة . وخاطب الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ , المسلمين قائلاً : أيها المسلم إذا أردت أن تضحي لنفسك فإن السنة لك أن تمسك عن اضافرك وشعرك حتى تضحي يوم العيد في حديث مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال / إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره واضافره حتى يضحى يوم العيد / , أما المضحى عنه مثل أفراد أسرته فإنهم لا يمتنعون من شيء من ذلك أيها المسلمون عظموا هذه الأيام واعلموا أن صيام يوم عرفة يكفر الله به سنة ماضية وسنة آتية يقول أبو قتادة سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول صوم يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة الماضية وسنة آتية فاتقوا ربكم . وقال سماحته : أكثروا من الخير في هذه الأيام المباركة وأكثروا من دعاء الله ورجائه والثناء عليه وتعظيمه وسؤاله من خير الدنيا والآخرة لعلكم ترحمون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )) وأضاف سماحة مفتي عام المملكة حجاج بيت الحارم جاؤوا إلينا من كل حدب وصوب لبيت الله الحرام على طاعة الله وتلبية لنداء الخليل عليه السلام , جاؤوا طاعة لله ليبعدوا الله ويؤدوا هذا الركن العظيم من أركان الإسلام الذي فيه كمال إسلامنا لأن إسلامنا بني على خمسة أركان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام , جاؤوا لأداء هذه العبادة في هذه المواضع منها عرفة ومزدلفة بيت الله الحرام التي اختارها الله وبينها لنا رسوله صلى الله عليه وسلم ونحن سامعون مطيعون مستجيبون لله ممتثلين لأمر الله بتوفيق الله ورحمة منه . وتابع قائلاً : إن الحج يغلط فيه بعض من يرغب فيتخذون الحج موسم لشعارات الجاهلية وأراء حزبية ودعوات مضلله يفرقون فيه بين جمع المسلمين ويشتتون فيه كلمتهم ويوغيرون الصدور على حكامهم وشعوبهم هذه الفئة الضالة التي لم تأت إلى الحج إلا للفسوق والطغيان لم تأت طاعة لله وقربة له , يرفعون فيها شعارات ويسيئون للأمة ويعكرون صفو حجها , ولكن ولله الحمد الجهات المعنية منتبهة أشد الانتباه وفقهم الله على كل خير . وقال سماحته : إن الناس في الجاهلية كانوا يعمرون الحج بالتفاخر بأنسابهم وأحزابهم وقصائدهم إلى غير ذلك فجاء الإسلام ليعوضهم بحج بيت الله الحرام كل ذلك من توفيق الله فنحن مسلمون لم نأت نفرق الكلمة ولا نحدث صدعاً بيننا وبين شعوبنا وقادتنا , أتينا لتتحد صفوفنا وتجتمع كلمتنا ونتعاون ونتناصح ونستغل هذه الفرصة باجتماع الكلمة والتعاون والتناصح والحوار الهادف إلى الحق وإبطال الباطل , أما رفع الأعلام الجاهلية والصراخ والتواصل بالفتن هذا أمر غير صحيح , قال النبي صلى الله عليه وسلم / أيها الناس أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا ، إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا / . وخاطب حجاج بيت الله قائلاً : إخواني احترموا في الحج أنظمة المرور وما وضع لكم من نظام وكفوا عن ما يعنيكم واشتغلوا بما ينفعكم , وأكثروا فيه من ذكر الله جل وعلا وتلاوة كتابه العزيز والطواف والصلاة بالمسجد الحرام, إذن نحن نشتغل بالعبادة وذكر الله جل وعلا وسؤال الجنة والنجاة من النار لم نأت للطعن بأحد أو الترويج لرأى فاسد , إن سلف الأمة وعلمائها يعدون الحج ملتقى لهم للتفاهم والتعاون والتدابر , أما أن نتخذ شعارات الجاهلية وأعلام جاهلية ما جئنا لهذا , نحن أمة مسلمة أمة واحدة ربنا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد هؤلاء يريدون تفريق الحج ويحاولون الإساءة لهم ولكن ولله الحمد سيعود عليهم ظلمهم بالخسارة , قال تعالى // وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ// , هؤلاء الفئة الظالمة لا بد أن تعامل بعقوبة بالدنيا والآخرة لأن الله ضمن لأهل البيت الأمن , هذا بيت الله الحرام آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وهذا بيت الله الحرام يحجه المسلمون يأتون إليه من بقاع الدنيا يجدون الحرم آمناً مطمئناً فيه كل وسائل الراحة للحجيج وقد وسعت المشاعر وتطورت بشكل جيد حيث أصبحت تقبل في الساعة ما يزيد عن مئة ألف طائف فجزاهم الله على ما قدموا وهذا من توفيق الله لهم وعونه لهم ونسأل الله لهم التوفيق ويعينهم ويدفع عنهم كل سوء .