الاقتراب من عالم الكاتب ألبيرتو مانغويل فرصة لا تفوت، فكيف إذا كانت دخولاً إلى مكتبته التي لطالما كتب عنها وعن علاقته الروحية بها، وهذا ما فعله المخرج السعودي بدر الحمود عندما زار منزل الكاتب الأرجنتيني ألبيرتو مانغويل في فرنسا، مصوراً من داخل مكتبته الشهيرة فيلماً وثائقياً مقتبساً من أحد عناوين كتبه وهو: "المكتبة في الليل". يصور الفيلم على لسان مانغويل كيفية احتلال الكتب لمنزله شبراً شبراً بعد أن بدأت الكتب تخرج من المكتبة لتزحف كالجيش الغازي نحو بقية الغرف. ولكن كيف بدأت فكرة الفيلم الذي عرض في ختام مسابقة "أقرأ" والتي أقيمت في مسرح إثراء المعرفة بالظهران. يجيب الحمود معلقاً: "بدأت الفكرة بنص من كتاب "المكتبة في الليل" لمانغويل أُعجب به د. خالد اليحيا -مدير مبادرة أقرأ- وتمنى لو نستحضره في واحد من الأفلام، فجاءت الفكرة، بأنه لماذا لا يقوم مانغويل بقراءة النص بنفسه وفي منزله، خصوصاً وأن الدكتور اليحيا صديق شخصي لصاحب كتاب "تاريخ القراءة". مضيفاً: "وأيضاً محاولة لتوثيق مكتبة منزل مانغويل التي تحوي كتباً اقتناها منذ أكثر من خمسين سنة، وقد تشجعنا أكثر عندما علمنا بأن مكتبته سوف تنتقل قريباً ولن تبقى في نفس المكان، وهو ما حدث بالفعل لأننا بعد أسبوعين من التصوير علمنا بإزالة المكتبة من مكانها وانتقال مانغويل للعيش في شقة بنيويورك". وعن مصير المكتبة يشير بدر الحمود إلى محاولة مانغويل تأسيس مكتبة وقفية من أجل نقل المكتبة هذه لمكان قريب من سكنه الجديد في أميركا. أما عن مدة التصوير يجيب الحمود: "استغرق التصوير يوماً واحداً فقط"، مضيفاً: "لكنه ليس كأي يوم.. كان يوماً خالداً بالنسبة لي كوني جلست مع شخصية في الأساس كنت أقرأ لها ومعجباً بما تكتبه، ثم تأتي الفرصة لأن تكون داخل موضوع يمس أكثر علاقة وطيدة في حياته وهي الكتب والمكتبة". مشيراً إلى أنه محظوظ جداً بهذه الفرصة، ولكن ماذا عن مشاعر مانغويل وهو يغادر مكتبته، يعلق الحمود: "سألنا مانغويل عن شعوره فأجاب بابتسامة تخفي حزناً، وهو يقول: كل شيء له نهاية". تجدر الإشارة إلى أن بدر الحمود صور فيلماً آخر بعنوان "القارئ المثالي" عرض مع فيلم "المكتبة في الليل" في الحفل الختامي لمسابقة اقرأ الوطنية.