يواصل وفد عسكري وسياسي إيراني رفيع المستوى منذ ثلاثة أيام مشاوراته مع القيادات الأحزاب الرئيسية الخمسة في إقليم كردستان (الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية) وصولا إلى حل بشأن أزمة الرئاسة في الإقليم. وكشف مصدر مطلع، فضل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ مرتبطة بنجاح الوساطة، لـ«الشرق الأوسط» أن الوفد «يرأسه العميد في الحرس الثوري الإيراني إيرج مسجدي الذي يعتبر أحد أبرز قادة فيلق القدس بعد قاسم سليماني ويضم قنصلي إيران في الإقليم وعددا من المسؤولين الإيرانيين»، مضيفا أن الوفد «التقى الوفد في بادئ الأمر على حدة مع كل من هيرو إبراهيم أحمد، عقيلة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني والقيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني وكوسرت رسول وبرهم صالح نائبي الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، واجتمع مع المنسق العام لحركة التغيير نوشيروان مصطفى وعدد من قادة الحركة في السليمانية». وتابع: «ومن المقرر أن يعقد هذا الوفد اجتماعا مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني وعدد من قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل خلال الأيام القليلة المقبلة ومن ثم سيلتقي الأحزاب الأخرى أيضا». وأكد أن الوفد وصل أمس إلى أربيل قادما من مدينة السليمانية. من جانبه، قال رئيس جامعة كردستان في أربيل والخبير السياسي، خالد صالح، إن «من مصلحة إيران أن تنجح في حل مسألة رئاسة الإقليم والتقريب بين الأطراف الكردستانية، لأن استقرار الإقليم يصب في مصلحة طهران، بالإضافة إلى أن الإقليم يقف بوجه (داعش) ويحول دون اقترابه من الحدود الإيرانية، لكن لا نستطيع التكهن بنتائج هذه المحاولات لأن الوفد لم يلتق حتى الآن مع جميع الأطراف». وعن آخر مستجدات المباحثات بين هذه الأطراف وإمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة، أوضح القيادي في الاتحاد الوطني فريد أسسرد أنه «على مدى أكثر من شهرين من المباحثات المتواصلة بين الأطراف الكردستانية حول مسألة رئاسة الإقليم لم نستطع الاتفاق سوى على ثلاثة أرباع مادة واحدة في قانون رئاسة إقليم كردستان، ونحن قريبون جدا من الدخول إلى طريق مسدود». وتابع: «لكن إذا لم يحدث أي انفراج خلال الأيام المقبلة قبل اجتماع الأحد المقبل بين الأحزاب الخمسة استبعد أي حل»، مؤكدا أن الأطراف الخمسة بدأت منذ الأحد الماضي اجتماعات غير معلنة عنها للتواصل إلى حل، وأن الهدف من عدم إعلانها إعطاء الفرصة للتوصل إلى اتفاق كامل حول المسألة. من جهته قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان الإقليم، شوان أحمد، إن حل المسألة «إما أن يكون عن طريق انتخابات مبكرة في الإقليم، وإما عرض آلية انتخاب الرئيس في استفتاء عام، وإما ترك المسألة للدورة البرلمانية المقبلة لتقرر كيفية انتخاب الرئيس، وأن تجتمع كل أحزاب الإقليم وتصدر قرارا موحدا وحينها سيلتزم الحزب الديمقراطي الكردستاني بهذا القرار، أما بالنسبة لسلطات الرئيس فنحن قلنا إن هذه السلطات قابلة للنقاش والبحث».