تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اليوم الثلثاء 8 سبتمبر/ أيلول اليوم الدولي لمحو الأمية 2015 تحت شعار: «محو الأمية والمجتمعات المستدامة». ويؤكد الاحتفال هذا العام أن محو الأمية هو المحرك الرئيسي للتنمية المستدامة، فيما تبين إحصاءاتها أن 127 مليون شاب على الصعيد العالمي لا يستطيعون القراءة أو الكتابة، وأن 60.7 في المئة بينهم شابات. هذا وكانت «اليونسكو» أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني 1966 الثامن من سبتمبر يوماً دوليّاً لمحو الأمية. وطوال أكثر من 40 عاماً، تحتفل وتذكر المجتمع الدولي بأن محو الأمية إنما يشكل حقّاً من حقوق الإنسان وأساساً لكل عملية تعلم. ومنذ العام 1967، تكافئ اليونسكو أنشطة المنظمات والممارسين والبرامج في أكثر من 100 بلد في جميع أرجاء العالم، وذلك من خلال منح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية. وأشارت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا في رسالتها بهذه المناسبة إلى أنه «في يوم 8 سبتمبر من كل عام، نسلط اليونسكو الضوء على محو الأمية باعتباره حقّاً من حقوق الإنسان، وقوة لتعزيز كرامته، ودعامة لبناء مجتمعات متماسكة وتحقيق التنمية المستدامة، إن هذه الرسالة تتسم بأهمية حيوية هذا العام وخاصة أن الدول ستعتمد خطة جديدة للتعليم والتنمية ليسترشد بها خلال الأعوام الـ 15 المقبلة. ومن ثم فإن تعزيز محو الأمية ينبغي أن يندرج في صميم جدول العمال الجديد». وأضافت بوكوفا أن «من خلال تمكين كل امرأة ورجل، يسهم محو الأمية في الارتقاء بالتنمية المستدامة، وذلك بدءا بتحسين العناية الصحية وتحقيق الأمن الغذائي حتى القضاء على الفقر وتعزيز مزاولة عمل لائق، وقد أحرز تقدم في مجال محو الأمية في كل أنحاء العالم منذ العام 2000، ولكن مازالت هناك تحديات شديدة التعقيد. فاليوم مازال نحو 757 مليونا من الكبار، ثلثاهم من النساء يفتقرون إلى مهارات القراءة الأساسية، وأن عدد الأطفال والمراهقين غير الملتحقين بالمدارس آخذ في الارتفاع، إذ بلغ 124 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، في حين أن 250 مليون طفل في سن الالتحاق بالتعليم الابتدائي يعجزون عن اكتساب مهارات القراءة الأساسية». وقد كشف تقرير صادر عن اليونسكو انخفاضاً طفيفاً في عدد الأميين في العالم من 774 مليوناً في العام 2011 إلى 743 مليوناً العام 2015، وطبقا للإحصائيات الصادرة عن منظمة اليونسكو، فإن حجم مشكلة الأمية التي يعاني منها الشباب تمثل تحدياً كبيراً، إذ تفيد التقديرات بأن 127 مليون شاب على الصعيد العالمي لا يستطيعون القراءة أو الكتابة، وأن 60.7 في المئة بينهم شابات، ومن المحتمل أن يواجه 67.4 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس صعوبات كبيرة في المستقبل، إذ إن نقص التعليم الأساسي أو عدم توافره هو السبب الأصلي للأمية. ونظرا إلى أن هناك زهاء 793 مليون راشد يفتقرون إلى الحد الأدنى من مهارات القراءة، فإن محو الأمية للجميع لايزال بعيد المنال. ويعد معدل محو أمية البالغين مؤشرا على مدى فعالية النظام التعليمي إذ يقيس جودة التعليم، ولا سيما القدرة على القراءة والكتابة، وفقاً لما جاء في الخطة العشرية الثانية 2015 - 2025 لمنظمة التعاون الإسلامي، وقد أشار التقرير إلى أنه يتوقع أن ينجح 30 بلداً فيهم دول في منظمة التعاون الإسلامي من أصل 61 تتوافر عنها بيانات في هذا المجال، في تحقيق التكافؤ بين الجنسين فيما يتعلق بمحو أمية الكبار بحلول 2015، على رغم عدم إحراز أي تقدم باتجاه خفض نسبة النساء منذ العام 1990، والتي تشكل ثلثي العدد الإجمالي للأميين الكبار، كما تشير الإحصاءات الآن إلى أن هناك 7 دول عربية قد تتخلص تماماً من الأمية مع نهاية العام 2015، منها فلسطين والبحرين والكويت والأردن.