بيروت: «الشرق الأوسط» أعلن الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله أن الأجهزة الأمنية أبلغت الحزب عجزها عن حماية الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل حزب الله، وبعض المناطق الأخرى، مؤكدا أنه «ليس لدينا أمن ذاتي ولا نؤمن بالأمن الذاتي»، وذلك على خلفية إثارة أطراف سياسية ووسائل إعلامية قضية الحواجز الأمنية التي يقيمها حزب الله على مداخل الضاحية لحمايتها إثر استهدافها مرتين متكررتين بسيارات مفخخة في الأشهر القليلة الماضية. ورد قاسم على الاتهامات بشأن حلول حزب الله مكان الدولة وأجهزتها في مناطق نفوذه بالقول: «لم نعمل يوما لنكون مكان الدولة لا في المسألة الأمنية ولا في المسألة السياسية ولا الاجتماعية ولا في أي مسألة أخرى»، موضحا أن «الأمن مسؤولية الأجهزة الأمنية اللبنانية، ونحن نؤمن بأن القضاء مسؤولية القضاء اللبناني، وإدارة الدولة مسؤولية أجهزة الدولة، وهذا ما مارسناه وقمنا به بشكل عملي». وكشف قاسم عن «تواصل حزب الله مع الأجهزة الأمنية اللبنانية ومطالبتها بالقيام بواجباتها، لكنهم أعلنوا عجزهم وقالوا لا نستطيع أن نؤمن العديد اللازم، ولا أن نقوم بحماية الضاحية وبعض المناطق الأخرى.. لذا فما كان منا إلا أن طالبناهم بإيجاد الحل اللازم». وفي موازاة إشارته إلى أن «الأجهزة الأمنية اللبنانية هي المسؤول الحصري عن أمن الناس وعليها أن تبحث عن الحل»، سأل قاسم: «لكن إلى أن يحصل الحل، ماذا نفعل؟ نترك مناطقنا سائبة؟ نعطي فرصة للمجرمين وللتكفيريين أن يقوموا بالأعمال العدوانية ضد الناس؟». وقال قاسم إن تطوع الحزب لإقامة الحواجز هو «لسد ثغرة مرور السيارات المفخخة، وهذه بكل وضوح تضحية كبيرة من حزب الله يدفعها من دمه ومن جهده ومن شبابه ومن راحته وليست مكسبا نبحث عنه»، معتبرا أنه «يجب أن نشكر على هذه التضحية، وأن يقال لنا: قمتم بما لم يقم به أحد من أولئك المتخاذلين الذي ينظرون ويلقون بتبعاتهم على الآخرين». وجدد قاسم الإشارة إلى أنه «ليس لدينا أمن ذاتي ولا نؤمن بالأمن الذاتي، إنما الأمن الذاتي موجود في بعض المناطق اللبنانية وأنتم تعرفونها، التي لا يتجرأ أي واحد من القوى الأمنية على أن يدخل إليها ليقبض على المطلوبين الذين يضعون المتفجرات في الضاحية وفي طرابلس».