يعتبر ملعب فيصل الحسيني بفلسطين أكثر من مجرد مكان يجمع صاحب الأرض بمنتخب الإمارات في الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2018، فهو يجسد المعاناة الفلسطينية على صعيد الرياضة، ومثّل افتتاحه سطراً جديداً لكرة القدم في الضفة الغربية وفلسطين عموماً، إضافة إلى أن اللمسات الإماراتية التي أسهمت في خروجه إلى النور تضيف طابعاً آخر إلى هذه المواجهة التاريخية اليوم. يقع الملعب الذي يتسع لـ20 ألف متفرج في بلدة الرام التابعة للضفة الغربية، وتم افتتاحه في 2008 في مباراة جمعت فلسطين بالأردن، بحضور الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر، ورئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك، سلام فياض، وانتهت المباراة بالتعادل 1-1 أمام مدرجات ممتلئة. كان افتتاح الملعب نقطة جديدة في تاريخ كرة القدم الفلسطينية، لأنه جاء بعد 10 سنوات من لعب المباريات خارج أرض فلسطين، وكان من اللافت للنظر خلال المباراة الافتتاحية وضع صور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على الأسوار الفاصلة بين المدرجات، إلى جانب صور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وتحمل الإمارات لمسة في هذا الملعب، إذ تبرع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمبلغ مليون يورو للمشروع، وهو ما مثّل أكثر من 35٪ من القيمة الإجمالية لإنجازه، وخلال زيارة قام بها للإمارات في 2008 اجتمع خلالها برئيس الاتحاد الإماراتي السابق، محمد الرميثي، وجّه رئيس الاتحاد الفلسطيني، جبريل رجوب، رسالة شكر إلى سموه لمساهمته في إنجاز المشروع، ووجه دعوة للرميثي لحضور مباراة الافتتاح. ستكون الإمارات غداً أول دولة عربية تلعب في فلسطين ضمن تصفيات كأس العالم، إضافة إلى أن منتخب فلسطين الأول سيلعب للمرة الأولى منذ 2011 مباراة رسمية على ملعبه، بعد آخر مباراة لعبها أمام تايلاند في الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2014، وخرج منها خاسراً بإجمالي 3-2 عن مباراتي الذهاب والإياب.