×
محافظة المنطقة الشرقية

جماهير المريخ السوداني تتهم اتحاد الكرة بتحويل المجتمع الرياضي لـ «داعش»

صورة الخبر

لا يخلو مجتمع إنساني، سواء كان بدائياً أم متحضراً، في الماضي السحيق أو الحاضر المَعيش، من الأزمات التي هي من صُنع الإنسان نفسه، فلم يسلم الفضاء ولم تكن قيعان المحيطات في مأمن من عبث الإنسان، ليشمل بضرره البيئة وما تحتضنه من مخلوقات حية وجامدة. نحن جزء من ذلك الكيان، نعاني تلك الأزمات التي هي من صُنع أنفسنا. لم يعد المجال هنا للعتاب واللوم أو الإنكار والجحود أو التسامي والتعالي وادّعاء المثالية الزائفة. القضية تتعلق بالحلول، ما هي حلولنا تجاه ما يعصف بنا؟ هناك ظلم ظاهر وبواح إن كان لسان الحال يقول إننا أمة لا تملك حلولاً لأزماتنا الخانقة، فقد قيل في المثل الشعبي «ما دون الحلق إلا اليدان» تعبيرٌ عن الدفاع عن النفس، ونحن مخنوقون بتلك الأزمات، فهل من سبيل ليد عقلانية لا طائشة؟ نحن أمة نملك صناعة حلول لا شك ولا ريب في ذلك، ولربما لدينا فائض من الحلول يتجاوز حاجتنا المحلية، وربما أغرقنا السوق العالمية بكمية الحلول التي لدينا، ومن ينكر ذلك فقد جانب الصواب. نحن نملك «مفرخات حلول» تنتج كتاتيت صغيرة للواقع، وقطعاً لا تفي بالغرض كونها «كتاتيت حلول»، وأحياناً لدينا «حاضنات» لتكبر تلك الحلول، وربما مرحلة نمو تلك الحلول التطوري أطول من عمر المشكلة!! مجمل القول أن حلولنا لأزماتنا الخانقة في الغالب ما هي إلا ردود أفعال يسيطر عليها الجانب العاطفي. قد يتخذ قرار مصيري كحل لأزمة من فوق طاولة اجتماع لا يتجاوز برهة من زمن، قد ينفرد شخص واحد بمصير أمة، على افتراض خاطئ أنه من يملك زمام الأمور كجزء من مهامه الوظيفية كمسؤول، قد تصاغ حلول «فرعونية» تحت قاعدة «ما أريكم إلا ما أرى»، قد تنتج الحلول وفقاً للعمر، فلا يتطاول الصغير على الكبير، قد تستجر حلول قديمة لمشكلات جديدة وفقاً للمقولة الشعبية (قديمك عديمك). قد تصاغ حلول وفقاً لمقتضيات الحال -كتدخل سريع- ولكنها ما تلبث أن تكون حلولاً استراتيجية ومستدامة. الخلاصة أن المجتمعات النامية تعتمد في التعاطي مع أزماتها -أياً كانت- على ما يُعرف بـ«الحلول المثبتة بالخبرات والتجارب والمحاولات» التي تتجاهل المنهج العلمي، وربما تحاربه بضراوة، والمنتج كما أسلفت مخرجات حلول هزيلة لا تسمن ولا تغني، وفي النهاية قد تلجأ تلك المجتمعات النامية إلى استيراد حلول مكرتنة ومعلبة من المجتمعات المتطورة. تلجأ المجتمعات المتطورة في المقابل للتعاطي مع أزماتها من خلال البحث العلمي المنهجي الرصين، لتصاغ الحلول الناجعة وفقاً لما يُعرف بـ«الحلول المثبتة بالبراهين العلمية». هنا الفرق ببساطة.