×
محافظة المدينة المنورة

أمير المدينة يطلق مبادرة «الخط المدني»

صورة الخبر

ضج الناس هنا ومن حقهم أن يضجوا وضاق المواطنون ومن حقهم ان يضيقوا من العمليات الارهابية التي لم تتوقف منذ فبراير 2011 الى اليوم بل تضاعفت وزادت بشكل مقلق حقاً ارتفعت معه الأصوات علناً تطالب وتنادي بتطبيق القصاص بمرتكبي العمليات الارهابية الذين وقعوا في أبدي الاجهزة الأمنية وهي مطالبة لا نختلف معها أبداً فالقصاص واجب شرعي ومبدأ قانوني. وبالتزامن مع تطبيق القانون وانفاذه لابُدَّ من حملة صارمة حازمة لتجفيف منابع الارهاب التي تغذي وتحرض وتشجع مرتكبيه على هذا الفعل الخطير. وبلادنا دفعت ثمن ارهاب هذه الجماعات ومازالت تعاني من أعمالٍ ارهابية فظيعة من جهة واحدة معروفة لدى الجميع باستغلال المنابر واستغلال جمعياتها ومواقع التواصل والفضائيات أياها للتعبئة والتحريض ولبث الكراهية كراهية النظام وكراهية من يعملون مع النظام وكراهية من يدافعون عن النظام ليصبحوا في النهاية مستهدفين بالأعمال والعمليات الارهابية التي تكون نتيجة هذه التحريضات الخطيرة السافرة والصادرة علناً سواء من على المنابر الدينية أو المآتم أو الحسينيات أو من ندوات ومحاضرات وتصريحات ولقاءات مسؤولي الجمعيات التي يعرفها الجميع. باختصار وبلا مواربة هذه هي منابع الارهاب والباقي تفاصيل يمكن محاصرتها بعد تجفيف المنابع الاخطر. العامل والدور الخارجي لا يُستهان به لكننا إذا جففنا منابع الداخل التي تنخر في عقول اليافعين والشباب المضلل فلن يستطيع العامل الخارجي ان يحقق مشروعه في زعزعة الأمن والاستقرار واشاعة الرعب. فإن أي عاملٍ خارجي مهما كانت امكانياته لن يستطيع اختراق الداخل ما لم تكن له في الداخل أذرع أخطبوطية تشتغل على نفس الموجة ولنفس الهدف. حين انطلقت صرخة اسحقوه من فوق المنبر الديني المعروف لم تكن غشمره أو مزحة بل كانت صرخة حقيقية بشرعنة الارهاب وترخيصاً دينياً بارتكاب العمليات الارهابية بقلب مطمئن الى شرعية ما يرتكب. كما أن الجزء الاكبر من خطب وخطابات قيادة الانقلاب كانت تشحن العواطف على نحوٍ يزرع الكراهية علناً وفي وجدان وعقول يافعة صغيرة حتماً ستلجأ الى العنف أسلوباً والارهاب وسيلة للانتقام. فثقافة المظلومية التي لعب على أوتارها الانقلابيون بكل شكل ولون وطريقة والندوات عن التمييز والتهميش والبكائيات الطويلة خلال ما يقرب خمس سنوات متواصلة الشهور والايام والاعوام عن الظلم الواقع على هذه الفئة لا بد وان ينتج في نهاية المطاف مجموعات تشربت روح الانتقام ولا بد وان تقوم بعمليات انتقامية ارهابية فهكذا قال لها القادة وهكذا غذتها المنابع. فالارهاب يبدأ فكراً ويبدأ ثقافة وخطاباً. مرةً اخرى هذه المنابع معروفة ولم تخف رؤوسها ولم تشتغل في الظلام او وبشكل سري. فهي تعلن وتنشر ثقافة الارهاب علناً ومن فوق منابرها ومن خلال وسائلها المختلفة المتوفرة لها في الداخل. وبنفس المستوى من الضرورة اذا كنا ننادي ونطالب بتطبيق القصاص وانفاذ القانون بمرتكبي العمليات الارهابية التي راح ضحية لها عدد من قوات حفظ النظام فإننا نطالب وبإلحاح اكبر بتجفيف هذه المنابع الثقافية والفكرية التي تغذي الارهاب وتصنع الارهابيين الجدد الذين سيواصلون مشوار الموت والتفجير والاغتيال وتهريب الاسلحة والتدريب على استخدامها في معسكرات خارجية لا تشتغل ولا تعمل بدون مساعدة من اذرعها بالداخل. اليوم نحن أمام حالة ارهابية في المنطقة ولا بد وان نحصن بلادنا ولن يكون النحصين الحقيقي ضد الارهاب سوى بحملات تجفيف جادة وحازمة ضد هذه المنابر سواء كانت ترفع ياقطة الدين أم يافطة السياسة أم يافطة الحقوق.