خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأولى للولايات المتحدة الأميركية منذ توليه العرش، التقت سيدتان أميركيتان قضتا 35 عاما من عمرهما في مكتبة الظهران، عرفانا وامتنانا للأوقات الجميلة، والذكريات السعيدة خلال لقائهما ثلاثة ملوك سعوديين. وتعود تفاصيل القصة إلى أن الملك سلمان التقى خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة الأميركية عددا من الضيوف، من بينهم سيدتان في السادسة والثمانين من عمرهما، وهما جاكي فوسكامب، وجويس كريسمر. عاشتا في المملكة أوقاتا لم تزل باقية في وجدانهما، بدأت قبل قرابة 68 عاما عقب لقائهما الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، في مدينة الظهران عام 1947، إذ عادتا عقب ذلك بسبع سنوات ليقابلا الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتلقت السيدتان دعوة من السلطات الأميركية للقاء الملك سلمان خلال رحلته الحالية إلى الولايات المتحدة. ذكريات جميلة وتسترجع التوأمان ذاكرتهما إلى زمن بعيد، إذ وجدتا كرم الضيافة والحفاوة العربية، وكانتا ضمن عائلات الموظفين الأوائل الذين أسهموا في تأسيس شركة أرامكو عام 1993، والتي أصبحت أغنى شركة نفطية. وفي 1929، ولدت السيدتان في لوس أنجلوس، وبعدها بتسع سنوات انتقلتا مع والديهما إلى السعودية، حيث تلقوا راتبا شهريا مغريا حينها بلغ 209 دولارات "784 ريالا حاليا"، للعمل في شركة أرامكو، إذ كانت الظهران مدينة شوارعها رملية، وليس فيها أي فنادق أو مطاعم، ودرجة الحرارة العالية كانت تفسد جميع الألبان والمنتجات الغذائية. وكانت نسبة الفتيات المقيمات تقارب 1 إلى 20 من الرجال. وفي عام 1947، زار الملك المؤسس عائلات العاملين في شركة أرامكو، والتقى بهم مع 29 طفلا، من بينهم التوأمان اللتان تعلمتا العربية والسباحة، و"التقاط اللقي"، وهي عبارة عن لعبة للبحث عن المعادن الثمينة والمجوهرات التي تسقط من الحجاج المسافرين في رحلة الحج إلى مكة. استرجاع الماضي وبعد بلوغهما سن الشباب، توظفت السيدتان في المكتبة، وقضتا قرابة 35 عاما من عمرهما في السعودية، قبل رحيلهما إلى بلادهما. وفوجئت السيدتان بتلقيهما دعوة في مايو 2008، من شركة أرامكو في احتفالها بمرور 75 عاما على التأسيس، إذ حضر خلال الاحتفال، 25 طفلا من الذين التقى بهم الملك المؤسس، وتلقتا هدية من الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وكان الاستقبال للضيوف ضخما، ويليق بكبار الشخصيات، إذ كان المشهد صادما من التطور الذي شهدته الظهران وكرم السعوديين وترحيبهم بالضيوف. وتقول جويس: "كنا أشبه بنجوم التلفاز، كنا كالنجوم الموجودة في السماء، لم نتخيل هبوطنا للأرض بعدها". الحنين إلى الماضي وكتبت آرثر كلارك، المحررة في مجلة "الأيام الجميلة" المهتمة بمتقاعدي أرامكو، مقالا جاذبا بعنوان "الملك وأبناؤه من عام 1947"، مشيرا إلى الصداقة المستمرة بين الأميركيين والسعوديين. وكانت جاكي وجويس قالتا في تصريحات صحفية، إن لديهما كثيرا من الذكريات الجميلة والحميمة في المملكة، ويجدان متعة كبيرة في الحديث عن كرم وحفاوة الشعب السعودي، وعلاقة الزمالة القوية التي تربط بين عائلات عمال النفط الأميركيين الذين كانوا من أوائل من قدم إلى المملكة 1933، ليعملوا مع أبناء الشعب السعودي على إنشاء الشركة التي تعد أكبر وأغنى شركة بترول في العالم.