افتتحت جميع محاكم إمارة أبوظبي، أمس، جلساتها بالوقوف دقيقة صمتاً إجلالاً واحتراماً لأرواح شهداء الإمارات، الذين قضوا في سبيل رفعة وعزة وطنهم، ودفاعاً عن حق شعب عربي شقيق بالاستقرار والأمن، وقامت الدائرة بتنكيس الأعلام في جميع المباني التابعة لها، إضافة إلى بث رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوعية المجتمع بضرورة الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية للدولة. إلى ذلك، تفاعلت مدارس الدولة، أمس، مع توجيهات وزارة التربية والتعليم التي دعت فيها إلى تخصيص جزء من اليوم الدراسي لاستذكار مناقب كوكبة شهداء الوطن البواسل، الذين ارتقوا إلى ربهم خلال حملة إعادة الأمل في اليمن الشقيق، فضلاً عن إيصال رسائل إلى الطلبة تتمحور حول مفهوم تعزيز الهوية الوطنية والمسؤولية المجتمعية. وشهدت المدارس فعاليات وأنشطة مختلفة موجهة إلى الطلبة، لتسليط الضوء على مآثر الشهداء وتضحياتهم في سبيل الذود عن حمى الوطن، وإغاثة الأشقاء في اليمن، وما ينتظر الشهداء من عظيم الأجر والثواب عند الله، ضاربين بذلك أروع الأمثلة والبطولة في الفداء وبذل النفس لإعلاء كلمة الحق. وعلى وقع أناشيد البطولة، وكلمات الثناء، واستعراض مقاطع للفيديو، أرسلتها وزارة التربية، تتناول مناقب وخصال الشهداء، وتغرس في نفوس الطلبة قيماً عظيمة، وحب الوطن، بدأت المدارس يومها الدراسي، حيث غلّف الحزن المجبول بالعزة والفخر أبناءنا الطلبة والهيئات التدريسية والإدارية، فيما حرصت مدارس على المبادرة، وتنظيم زيارات للطلبة والهيئات العاملة فيها لذوي الشهداء في بيوتهم، لتقديم واجب العزاء، وتنفيذ مدارس أخرى حملات للتبرع بالدم والمال، تضامناً مع الأشقاء في اليمن. وتقدم مدير مدرسة آل ياسر الحلقة الثانية في رأس الخيمة، علي علاي، بخالص العزاء والمواساة إلى ذوي شهداء الوطن والواجب. وقال: خصصنا جزءاً من اليوم الدراسي للدعاء والترحم على أرواح شهداء الوطن البررة، وجرى تنكيس الأعلام حداداً على أرواح الشهداء. وأكد أن المدرسة التزمت بالتوجيهات التي دعت إليها وزارة التربية، وحرصت على تقديم مجموعة من الفعاليات والأنشطة الإثرائية التي تعنى بتعزيز الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا الطلبة، والتطرق إلى مكانة الشهيد عند الله، وكيف يكون البذل والعطاء من أجل رفعة الوطن. وأضاف أنه تم أيضاً الحديث عن فضائل الاستشهاد في سبيل الله، وأهمية الدفاع عن الوطن والذود عنه عبر بذل الغالي والنفيس من أجله، فيما تم توجيه الطلبة إلى ضرورة تحري صدقية الأخبار والصور والمعلومات العسكرية الخاطئة، التي ترسل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وعدم تصديق كل ما يتم تداوله، واستقاء المعلومات والأخبار من مصادرها الرسمية. وشدد علاي على ضرورة تكاتف الجهود، والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الرشيدة لرفع رايات الوطن خفاقة، مشيراً إلى أن الطلبة تفاعلوا مع هذا الحدث الحزين على القلوب، لكن معاني الرفعة والعزة والشموخ ارتسمت في ملامحهم، حيث سطر شهداؤنا الأبرار بدمائهم الزكية أروع الأمثلة في حب الوطن. من جانبها، قالت مديرة مدرسة الابتهاج في الفجيرة، عزيزة الملا، إن اليوم الدراسي تضمن فعاليات عدة، حرصت إدارة المدرسة على تنفيذها في هذه المناسبة، حيث تم ترديد أداء القسم والنشيد الوطني، والحديث عن الشهداء ومكانتهم عند الله، وتوزيع نشرات عن خطورة تداول أخبار عن الحروب ونقل الصور وغيرها دون التأكد من موثوقية مصدرها، وما يترتب على ذلك من أخطار، فضلاً عن إعداد لوحة بطول 10 أمتار في ساحة المدرسة، تجسد في مضمونها الفخر والاعتزاز بالشهيد، بجانب الدعاء لشهداء الوطن. واستهلت مدرسة الإبداع النموذجية في دبي مشوار يومها الدراسي بالأناشيد الوطنية، وترديد الطلبة للقسم، وجرى أيضاً عرض مقاطع فيديو تبين الدور الذي قام به شهداء الوطن في مواجهة العابثين، وتثمن جهود دولة الإمارات في مشاركتها الحازمة لحل أزمة اليمن، بحسب ما أكدت مديرة المدرسة، عائشة لوتاه. وأشارت لوتاه إلى أن اليوم الدراسي تخلله أيضاً دعاء إلى الله من قبل الطلبة بشكل موحد للشهداء وأسرهم ووطننا الغالي، لافتة إلى أنه جرى توجيه الطالبات إلى ضرورة عدم الاستجابة لأي إشاعات مغرضة تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي، هدفها تثبيط عزيمة مواطني الدولة. وأفادت مديرة مدرسة مشيرف في إمارة عجمان، كلثم الغويص، بأن أسرة المدرسة نفذت عرضاً تقديمياً تحدث عن حيثيات الاستشهاد والتضحيات التي قدمها شهداء الوطن وغيرهم من الجنود البواسل الذين لايزالون مرابطين في الثغور، مشيرة إلى أنه تم تنكيس علم المدرسة، وسماع الأناشيد الوطنية، لبث روح التعاون والتضحية والعزة في نفوس الطالبات. بدورها، قالت مديرة مدرسة البدية للتعليم الأساسي في إمارة الفجيرة، عائشة أحمد الزيودي، إنه تم تخصيص 10 دقائق يومياً للحديث عن مآثر الشهداء والدور الذي يقومون به في الدفاع عن الوطن، والأجر والثواب الذي ينتظرهم عند رب العالمين، وكذلك أهمية دعم أسر الشهداء، والالتفاف حولهم، لأن جميع مواطني الإمارات هم أسرة واحدة، ومصابهم واحد. وأشارت إلى أن مدرسة البدية، ومن منطلق الواجب الذي تحتمه علينا وتقتضيه معاني الإنسانية والأخوة وإسهاماً من دولة الإمارات في الدفاع عن اليمن وتطهيره من العابثين، تم جمع مبالغ رمزية من الطالبات والهيئات العاملة بالمدرسة، استجابة لحملة عونك يا يمن. من ناحيته، أكد عبدالله أحمد، مدير مدرسة القيعان للتعليم الأساسي في إمارة الفجيرة، أن المدرسة نظمت حملة للتبرع بالدم، تضامناً مع موقف دولة الامارات الرائع في نصرة ودعم إخواننا الأشقاء في اليمن، مشيراً إلى أن اليوم الدراسي الأول خُصص جزء منه للحديث والتعريف بالدور البطولي الذي سطره شهداء الوطن.