عاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى القاهرة أمس، في ختام جولة آسيوية شملت سنغافورة والصين وإندونيسيا، وقبلها روسيا، أجرى خلالها محادثات مهمة مع زعماء تلك الدول، حول سبل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، فيما كشفت مصادر مصرية مطلعة، أنه «يتم حاليا الإعداد لتشكيل مجلس تعاون مصري ـ آسيوي ـ روسي». وقُبيل مغادرته جاكرتا، تناولت محادثات السيسي مع نظيره الإندونيسي جوكو ويدودو، «دعم التنسيق المشترك لمواجهة التطرف والإرهاب وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وزيادة الاستثمارات ومواجهة المشكلات التي تعصف بالعديد من دول منطقة الشرق الأوسط». ووجّه السيسي الدعوة الى ويدودو لزيارة مصر. وعلى هامش القمة، وقّع وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيرته الإندونيسية ريتنو مرصودي، مذكرتيّ تفاهم مشترك تناولت الأولى، إعفاء ديبلوماسيي البلدين من شرط التأشيرة، بينما غطت الاتفاقية الثانية تعزيز التعاون بين البلدين في مجال تدريب الديبلوماسيين. من جهتها، قالت مرصودي إن «السيسي وويدودو، ناقشا ثلاث قضايا رئيسة، تعلقت الأولى بدعم العلاقات التجارية والاستثمارات بين البلدين في ضوء زيادة حجم الاستثمارات الإندونيسية بالسوق المصرية لنحو 600 مليون دولار». وأوضحت، إن «القضية الثانية التي بحثها الزعيمان ركزت على تعزيز التعاون لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام باعتباره رحمة للعالمين، ومواجهة التطرف والإرهاب». وأشارت، إلى أن «القضية الثالثة تناولت أوضاع الإندونيسيين المقيمين في مصر، وسط تأكيدات من السيسي، أن مصر تؤمّن جميع الرعايا الأجانب المقيمين على أراضيها». وكشفت أن الزعيمين «بحثا أيضا مبادرة إندونيسية تتعلق بتنسيق المواقف والجهود بين الدول الإسلامية، لدعم الأمن والاستقرار في العالم وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام»، لافتة إلى أن «إندونيسيا اقترحت عقد اجتماع للدول الإسلامية برعاية منظمة التعاون الإسلامي، لبحث تلك القضايا المهمة». وأجرى السيسي قبل مغادرته جاكرتا مباحثات أيضا وسكرتير عام رابطة جنوب شرق آسيا «آسيان»، لي لونغ مينه، لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي التجاري مع الدول الأعضاء بالرابطة، وهي «إندونيسيا ـ التي تستضيف سكرتارية آسيان ـ وماليزيا وسنغافورة وتايلند وبروناي والفلبين وكمبوديا وميانمار وفيتنام ولاوس. في سياق متصل، كشفت مصادر مصرية مطلعة، أنه يتم حاليا الإعداد لتشكيل مجلس مصري ـ آسيوي ـ روسي، يضم مصر وعددا من الدول الآسيوية، وعلى رأسها الصين وإندونيسيا وسنغافورة، علاوة على روسيا، مع السماح لدخول دول أخرى سواء عربية أو آسيوية وفقا لشروط وأحكام معينة يتم الاتفاق عليها بين الدول المؤسسة للمجلس، على أن يكون هذ المجلس له صلاحيات كبيرة. وكشفت لـ «الراي»، أنه «حسب المخطط للمجلس الجديد، الذي يتم الإعداد له بتعليمات مباشرة من السيسي، سيكون مقره القاهرة، وسيكون له عدد من الاختصاصات، أهمها إقامة صناعات مشتركة في العديد من المجالات المختلفة، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلاد المشتركة في المجلس وتقديم تسهيلات في ما بين الدول لضمان سرعة حركة التجارة وحصول الدول المشتركة على امتيازات إعفاء في الجمارك وغيرها، العمل على زيادة مساحة التعاون بين الدول الأعضاء في ما يخص إقامة المشروعات الاستثمارية والمشروعات القومية الكبرى للدول الأعضاء». الى ذلك، شهد الوفد العسكري المصري حالة من الاحتفاء الكبير خلال العرض العسكري الذي أقامته الصين، احتفالا بمرور 70 عاما بالانتصار في الحرب العالمية الثانية. وذكرت مصادر عسكرية إن «عددا كبيرا من الصينيين الموجودين في مطار بكين، حرصوا على التقاط الصور مع الوفد العسكري الذي شارك في الاحتفالات المقامة في بكين.