لا يخفى على أحد الدور الإنساني العظيم الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة وأبناؤها في حماية استقرار اليمن، فالدور الذي تلعبه الإمارات في إطار التحالف العربي، الذي تشكل في شهر مارس (آذار) الماضي ينطلق من ثوابتها في الدفاع عن الشرعية التي فتك بها الحوثيون والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بعد تحالف أثمر تدميراً وخراباً لليمن استمر لأشهر، بدءاً بالاستيلاء على محافظة عمران، مروراً بالسيطرة على العاصمة صنعاء في سبتمبر(أيلول) من العام الماضي، وصولاً إلى اجتياح الجنوب وشن حرب شاملة أكلت الأخضر واليابس. كانت دولة الإمارات تدرك أن ثمن دورها سيكون غالياً، وقد دفعته من دم أبنائها الأبطال الذي ارتقى منهم يوم أمس الأول 45 من شهداء الواجب، بل هم 45 مجداً جديداً للإمارات التي تدرك أن الدم الإماراتي الذي اختلط بالدم السعودي والبحريني واليمني على الأرض اليمنية في مأرب وغيرها من المناطق في شمال البلاد وجنوبها، سيتوج حتماً بالنصر على أعداء الإنسانية الذين يتجسدون في الحوثيين والصالحيين معاً. كان دور الإمارات على الدوام مسانداً لاستقرار اليمن والمنطقة، وتدل المشاريع الضخمة التي نفذتها دولة الإمارات هناك على السياسة الحكيمة التي اتبعتها لدعم اليمن، كما دلت الحملة التي تقودها هيئة الهلال الأحمر تحت شعار عونك يا يمن على الطابع الإنساني والعروبي لمهمة الإمارات في اليمن وغيره من البلدان. سقوط 45 شهيداً في مأرب، وهم في الصفوف الأمامية لتطهير اليمن من أذناب إيران وأصحاب المشاريع الضيقة، الراغبة في استعادة حكمها الزائل، يؤكد الدور العظيم الذي تلعبه في إطار التحالف العربي لاستعادة الشرعية المغتصبة من قبل الثنائي الحوثي صالح، وهو تحالف ظهر جلياً في الأحداث الأخيرة، حيث أدار صالح ظهره للجميل الذي قدمته له دول الخليج أثناء حكمه الممتد لأكثر من 33 عاماً، وأصر على الانتقام من خصومه ومن الذين مدوا له يد العون بعد أن انتفض الشعب اليمني ضده في أحداث العام 2011. سيتذكر اليمنيون بالفخر شهداء دولة الإمارات الذين قدموا أرواحهم على الأرض اليمنية في عدن وأبين ولحج ومأرب، فما قام به هؤلاء لا يعبر إلا عن الرغبة في تخليص اليمن من حكم مستبد تحالف فيه اثنان من أجل دمار اليمن بإحضار الأجنبي إلى الديار اليمنية، وقد تباهى إعلام حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه المخلوع صالح بما قام به من استهداف القوة الإماراتية في مأرب بعدما صدرت صحيفة اليمن اليوم بمانشيت عريض تحت عنوان دكاً دكا، ما يدل على أن دور صالح فيما حدث لا يقل عن دور الحوثيين الممسكين بالسلطة في الوقت الحاضر. سيتذكر اليمنيون على الدوام دور الإمارات في نجدتهم والتضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء زايد في محاربة الفكر الضال الذي يمثله الحوثيون وربيبهم صالح، حيث يدرك اليمنيون وعن قناعة أن هذا الدور سيخلد إلى الأبد، تماماً كما ستخلد أرواح ال 45 شهيداً. sadeqnsher8@gmail.com