أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي أن المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - استطاع أن يقهر كل الظروف ويتجاوز تعقيدات الواقع بإيمان أكيد بتوفيق الله، ثم بالوقفة البطولية لرجاله المخصلين الذين آمنوا بنبل غايته في ضرورة أن تتوحد البلاد تحت راية التوحيد وحملوا شرف نشره في أرجاء الكون. وقال سموه في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني الثالث والثمانين للمملكة: تطل علينا ذكرى اليوم الوطني وقد بلغت المملكة العربية السعودية بعد مسيرة طويلة من البذل والعطاء إلى مراقي التقدم والازدهار بتوفيق من الله سبحانه وتعالى الذي هيأ للمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - أسباب النجاح من إيمان صادق وعزيمة قوية ويقين راسخ بأن هذه البلاد الطاهرة تستحق حياة أفضل تتناسب والتشريف الإلهي لها بأن خصها باحتضان الرسالة وأداء الأمانة في خدمة الحرمين الشريفين. وقد التف حوله أبناء هذا الوطن المخصلون حتى تحقق توحيد البلاد تحت راية واحدة في ملحمة رائعة تبوأت موقعها البارز في سجل التاريخ, واكتسب هذا الإنجاز صفة الملحمة لكونه كان محفوفًا بمخاطر ومصاعب جمة تمثلت فيما كانت عليه البلاد من تشرذم وفرقة وشتات وما كان يمارس عليها من استقطاب حاد من القوى الدولية في ظل ظروف سياسية في غاية التعقيد إلا أن المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - استطاع أن يقهر كل الظروف ويتجاوز تعقيدات الواقع بإيمان أكيد بتوفيق الله، ثم بالوقفة البطولية لرجاله المخصلين الذين آمنوا بنبل غايته في ضرورة أن تتوحد البلاد تحت راية التوحيد وحملوا شرف نشره في أرجاء الكون. وقام أبناؤه الملك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله - يعلون البناء على الأساس المتين الذي قام عليه وهو شرع الله الحنيف حتى بلغت المملكة اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مكانة سامقة على المستوى العربي والإسلامي والإقليمي والدولي وأصبحت أنموذجا في التنمية المتوازنة التي أساسها المواطن الذي هو هدفها أيضا. ونستلهم من هذه الذكرى العزيز معاني الإيمان الصادق بتوفيق الله تعالى والإخلاص في العمل وروح الانتماء الأصيل إلى الوطن والإصرار على بلوغ الأهداف النبيلة برؤى واضحة وخطى واثقة.وفي إطار تكامل الأداء بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص في دفع عجلة التنمية فإن هيئة الهلال الأحمر السعودي تسعى إلى أن تكون جزءًا من هذه المنظومة التنموية وأن ترتفع إلى مستوى طموحات القيادة الرشيدة - أيدها الله - بتبني استراتيجيات وخطط تواكب ما يطرأ في هذا المجال الإنساني من تطور مطرد للقيام برسالتها على أكمل وجه ولتسهم في عكس الصورة المشرفة لبلادنا التي استحقت عن جدارة واستحقاق صفة مملكة الإنسانية. ومن مظاهر التطوير في الهيئة الاهتمام بتدريب القوى البشرية وتقديم الخدمات الإسعافية وتأهيلها وفق أعلى المعايير العالمية وتجهيز المراكب الإسعافية بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية وتوسيع دائرة المستفيدين من خدمات الهيئة لتغطي الخدمة الإسعافية الطارئة مناطق المملكة كافة, وأن تتواجد المراكز الإسعافية وتمتد خدمات الهيئة إلى بلاد كثيرة في قارات العالم التي تحتاج إلى العون الإنساني كما بادرت بإطلاق برنامج التواصل بين المعتقلين السعوديين في الخارج وذويهم في الداخل مع تلقي طلبات البحث عن المفقودين والتعاون المثمر مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتأتي خدمة الإسعاف الجوي ضمن منظومة الهيئة بهدف تحقيق السرعة في تقديم الخدمات الإسعافية وبلغت منذ انطلاقتها تطورًا كبيرًا وملموسًا. وتضع الهيئة كل إمكاناتها في خدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج بتناغم مع الجهات المعنية في إطار حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على توفير أعلى مستويات الراحة والأمن والسكينة لهم ليؤدو مناسكهم بكل سهولة ويسر.