×
محافظة المنطقة الشرقية

منخفض النعيرية مصيدة العابرين والسيارات

صورة الخبر

تمكنت منا تقنية المعلومات ولانستطيع تجاهلها أو الاستغناء عنها، فالجميع رجالا ونساء كبارا وصغارا، يستخدمونها ليلا ونهارا، بل إنها أصبحت عنصرا مهما من عناصر الحياة لدينا، ووسيلة هامة للتواصل للأغراض الشخصية أو المهنية العملية وإنجاز العمل. كما أصبحت ركيزة من ركائز هذا العصر الذي نعيشه وواقعا ملموسا يفرض علينا أن نتماشى معه. لقد دخلت التقنية الحديثة وأجهـزتها وملحقاتها بقوة في حياتنا اليومية وأوجدت لنفسها مساحات كبيرة في كل أمورنا وهذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها، نظرا لما تمتلكه من إمكانات واسعة في خلق التواصل بلمسة زر ، أو حركة على شاشة الهاتف المحمول أو شاشات الكمبيوتر حتى صارت جميع تعاملاتنا تقريبا تتم من خلالها، فنجد أن البنوك والمصارف تستخدمها بشكل كبير وتحدثنا على استخدامها وكذلك الأجهـزة الحكومية وهناك الكثير من المعاملات الحساسة سواء أكانت معاملات بنكية مالية أو كانت معاملات إجرائية شخصية تتم إلكترونيا وتتنوع هذه التعاملات في درجتها ما بين السرية والعادية. لقد أتاح التطور التقني الانتقال والتحول بالأعمال من المكتب إلى المنزل حين أصبح كل شيء في متناول اليد وأصبح معها الشخص يتواجد من خلال هاتفه الذكي على مدار الساعة من دون الحاجة للبقاء في مكتبه وإكمال أعماله أو البحث في أوراقه. كل ذلك من محمود التقنية، وكل ذلك من الأمور الجميلة التي سهلت ويسرت وأنتجت سلاسة كبيرة من الإنجازات في الوصول والتواصل، إلا أننا نسينا أو تناسينا بقصد أو بدون قصد بجهلٍ منا أو بكسل أو بدون معرفة أيضا أن هنالك عنصرا أمنيا خطيرا في هذا التسهيل وإننا من خلال وجود المعلومات وسهولة الوصول إليها ونشرها وتبادلها أو وضعها في أوعية تخزينية افتراضية كالمعلومات الشخصية أو المالية أو العائلية أو تلك المتعلقة بالعمل ووسائل الاتصال مثـل ما نقوم به بشكل دوري في أجهـزة الايفون أو البلاك بيري أو الأيباد من تخزين لهذه المعلومات لدى الغير يجعلها عرضة للتجسس والاختراق والاطلاع وهذا بلا شك انتهاك صارخ للخصوصية وتعدٍ غير مشروع على معلومات الغير بدون إذن منهم، بل إن بعض أجهـزة المخابرات الدولية تعمل من مزودي تلك الخدمات للحصول على تلك البيانات والمعلومات. إن ما حدث مؤخرا من ضجة حول تجسس الولايات المتحدة على كافة المسؤولين في كل الدول لدليل واضح على أن الحواسيب والهواتف التي بأيدينا هي السبب والوسيلة التي ساعدت على ذلك. وكذلك تقرير البي بي سي الاسبوع الماضي الذي يشير إلى أن أجهـزة المخابرات الدولية زرعت في معظم البرامج الحاسوبية أجهـزة تنصت وأنها تستخدم تقنية تسمح لها باختراق كافة الحواسيب والاجهـزة حتى تلك غير المرتبطة بشبكة الانترنت. بل إن رئيس الحكومة الامريكية منع من استخدام جهاز الأيفون لأسباب أمنية. إنني هنا أعلق الجرس وأرفع الراية وأعني بها رايـة الأمن المعلوماتي وأتساءل ومثلي الكثيرون عمليا: أين نحن فيه، وأين نحن منه أيضا؟، ما هي التدابير والاحتياطات التي اتبعناها لنحمي معلوماتنا على جميع المستويات من استقبال أو استحداث أو تحليل أو نقل للمعلومة وتخزينها أو في حال التخلص منها. لقد ساعد انتشار الأجهـزة الذكية المحمولة على زيادة عنصر التهديد في بيئة معلوماتية مليئة بالتعقيد والحساسية وأصبحت تشكل مصدر قلق رئيس في ظل ازدياد حالات الاختراق وتسريب المعلومات، وما حملته معها من المخاطر والمخاوف الأمنية، حتى بات هاجس أمن المعلومات يقلق بال الكثيرين. في حقيقة الأمر هنالك أمر يتعدى الفرد في طرحي هذا إلى المؤسسات الحكومية، ما يجعلنا نتساءل: هل المعلومات السرية لمؤسساتنا باختلاف أنشطتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية وغيرها في منأى عن التجسس، وهل البرامج التي تصل إليها من الشركات وتـتعامل معها بشكل يومي خالية من الخروقات الامنية أم أنها مهيأة للتجسس والاختراق؟ وهل الحواسب الموجودة لدى مسؤولينا أيضا مضمونة ولا يمكن اختراقها؟ وهل يوجد لدينا برامج وتطبيقات خاصة غير التي تأتي لنا من الغرب لحماية معلوماتنا؟. ودمتم سالمين.