تواصل قيادة المقاومة والجيش الوطني والسلطة المحلية بمدينة عدن جنوب اليمن اجتماعاتها المتوالية مع جميع قادة فصائل المقاومة الجنوبية والجيش بالمدينة، في إطار ترتيب الأوضاع الأمنية وحفظ الأمن العام والإسراع في دمج عناصر المقاومة والجيش في المؤسسات العسكرية للدفاع والأمن العام وفقًا لقرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وفي المقابل تستمر فرق الانتشار الأمني التابعة للمقاومة الجنوبية بتنفيذ حملاتها في مداهمة سوق السلاح وإغلاقه وسط مدينة الشيخ عثمان إلى جانب تصديها لمجموعة من البلاطجة كانت قد حاولت في وقت متأخر من أمس الخميس الاستيلاء على أحواش وأراضي مستودعات تتبع تجار في مدينة المنصورة بعدن. وفي إفادة خاصة بـ«الشرق الأوسط» قال قيادي بالمقاومة الجنوبية بأن قادة فصائل المقاومة والسلطات الحاكمة بعدن توافقت أمس الخميس فيما بينها بضرورة تسليم جميع أنواع الأسلحة الثقيلة إلى قيادة عسكرية موحدة يقودها العميد عيدروس الزبيدي القائد العام للمقاومة الجنوبية، حيث قوبل القرار بالإشادة والارتياح، وأكد القيادي، الذي رفض الكشف عن اسمه، بأن لقاءات كثيرة أجراها قائد المقاومة الجنوبية مع محافظ عدن ومدير أمن العاصمة عدن وعدد من قادة المقاومة، واختتمها بلقاء ضم الجميع مع قيادة التحالف العربي بعدن توج مؤخرًا إلى ضرورة تشكيل معسكر موحد للمقاومة الجنوبية والبداء بترتيب الأوضاع الأمنية وتسلم الأسلحة الثقيلة. وكان لقاء قد جمع أمس الخميس عددا قيادات المقاومة الجنوبية بالأخوة في قيادة التحالف العربي بمدية عدن، حيث ناقش اللقاء الكثير من القضايا والأمور التي تستحوذ على اهتمام الطرفين، واستمع قادة التحالف العربي للقيادات الجنوبية الذين شددوا على ضرورة إرساء قواعد النظام لتفويت الفرصة على العابثين بأمن واستقرار عدن وبقية مدن الجنوب. وتستمر المقاومة الجنوبية وقوات التدخل السريع في مدينة عدن جنوب اليمن في مداهمة المدن والأسواق والأماكن المشتبه فيها بوجود خلايا نائمة أو أي جماعات مسلحة، حيث بدأت المقاومة بنشر قواتها الأمنية لحفظ الاستقرار بعدد من مديريات العاصمة عدن. وكانت السلطة المحلية في عدن قد أشادت بالانتشار الأمني الذي قامت به المقاومة الجنوبية في المنصورة ودعت المواطنين إلى الوقوف معها والإبلاغ عن أي اختلال أمني يعيق حالة الاستقرار والهدوء الذي ساد في المدينة بعد خروج القوات المتمردة التابعة للمخلوع وميليشيات الحوثيين. بدوره قال لـ«الشرق الأوسط» المهندس محمد العبادي الناطق الرسمي للمقاومة الجنوبية بمدينة المنصورة بأن المقاومة قامت بحملات مداهمة لبعض أسواق بيع السلاح غير الشرعية والتي تساعد على انتشار السلاح والجريمة ومنع وصوله لأيادي الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية المتسببة في الاغتيالات التي حدثت في عدن لبعض قيادات الأمن والمقاومة، وأوضح العبادي لـ«الشرق الأوسط» بأن آخر حملات المقاومة لتثبيت الأمن في المدينة كانت القبض على عناصر تتبع المتمردين ويعملون لزعزعة الأمن وكانوا متنكرين بهيئة مجانين وثيابهم ممزقة ويظهر عليهم التعب، واتضح ذلك بعد التحقيق معهم أنهم عصابات تعمل بتعليمات من قيادات مقربة من المخلوع صالح. إلى ذلك استقبل محافظ عدن نائف البكري أمس الخميس قائد المقاومة الجنوبية العميد عيدروس الزبيدي، وناقش المحافظ البكري مع العميد عيدروس الملف الأمني لعدن وكيفية المساهمة في تطبيع الوضع الأمن وحفظ الاستقرار بالمحافظة.. كما ضم لقاء آخر جمع قائد مجلس المقاومة بمحافظ شبوة الشيخ صالح بن فريد العولقي بالمحافظ البكري وعدد من قيادة مجلس المقاومة بعدن وخصص لمناقشة استتباب الأمن في عدن وبقية مدن ومحافظات الجنوب ويأتي اللقاء استمرارا للقاءات المتواصلة التي تعقدها قيادات المقاومة الجنوبية للوقوف أمام مستجدات الساحة في هذا الظرف الهام. وقد اتسم اللقاء الذي حضرة مدير أمن عدن ومحافظ عدن وعدد من قيادة المقاومة الجنوبية بالمصارحة التي تمليها المسؤولية الوطنية، حيث أكد الحاضرون على ضرورة إرساء قواعد الأمن والنظام في عدن خاصة والجنوب عامة، وشدد الشيخ صالح بن فريد على ضرورة التعاون بين كل القوى على الساحة الجنوبية بما يخدم عدن خاصة والجنوب عامة. من ناحية ثانية، أقرت شبكة «عين عدن» في بلاغ صحافي لها غدًا الأحد 6 سبتمبر (أيلول) 2015 موعدًا لتدشين برنامجها التوثيقي الراصد لآثار العدوان وجرائم الحرب على عدن في قاعة قصر الماس الشارع الرئيس باتجاه إنماء الساعة التاسعة والنصف صباحًا، مشيرة إلى أن فعالية التدشين ستكون برعاية الأستاذ نائف البكري محافظ عدن ومدير مكتب رئاسة الجمهورية د. محمد مارم. وأشارت شبكة «عين عدن» بأن فعالية تدشين مشروع حرب مارس (آذار) 2015م على عدن الممول من حلف أبناء قبيلة يافع سيتضمن عقد مؤتمر صحافي وعرض فيلم وثائقي لجرائم الحرب على عدن، وافتتاح معرض صور يبرز مدى حجم الدمار وجرائم العدوان على عدن، داعيةً وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية إلى تغطية المؤتمر ومعرض الصور ونقل ما حل بعدن من قتل ودمار وعدوان إلى الشارع الإقليمي والدولي وكشف جرائم الميليشيات وقوات المخلوع صالح بحق عدن والتي ترتقي إلى كونها جرائم حرب ضد المدنيين. يمنوسارعت منظمات المجتمع المدني بعدن بعد الحرب وانتصار عدن وتطهيرها من الميليشيات الغازية والانقلابين إلى إطلاق العشرات من الحملات والمبادرات الشبابية لنفض غبار الحرب قبل عودة المؤسسات الحكومية إلى العمل، حيث تنوعت تلك المبادرات في حملات نظافة وأخرى لتوثيق الدمار وآثار جرائم الحرب والعدوان على عدن وغيرها لإعادة إعمار عدن وأخرى لمناصرة الجرحى وحملات لنزع السلاح وإغلاق المتاجرة فيه وهو ما تحقق مؤخرًا عندما قامت المقاومة الجنوبية بإغلاق سوق بيع السلاح ونشر فرق للتدخل السريع، وهو ما لاقى ارتياح السكان في المدينة، وأشادت السلطة المحلية بدور منظمات المجتمع المدني بتطبيع الأوضاع الحياتية في عدن من خلال وجودها في كل اللجان المشكلة لهذا الغرض