قبل عامين، وبالتحديد في العام (2013) أفاق مهرجان الصواري المسرحي للشباب من سباته، معاوداً نشاطه الذي انقطع على مدى ثلاثة عشر عاماً عن المشهد الثقافي والمسرحي في مملكة البحرين، وكانت عودته آنذاك، عودةٌ تحدى فيها المنظمون كل الظروف التي واجهت مهرجاناً بحجم مهرجانهم، متغلبين على نقص الإمكانيات، والعواقب التي لا ينفك الوسط المسرحي من سردها كلما تسنى لهم المجال! واستمر المهرجان لعامين متتالين: 2013، 2014، حاضراً برتقاء، لكنه هذا العام، سيغيب عن المشهد المسرحي في المملكة، مخلفاً فراغاً كبيراً، إذ من المقرر أن يقام خلال سبتمبر الجاري، إلا أن إدارته، إلى جانب مجلس إدارة مسرح الصواري، ارتأينا تأجيله للعام القادم 2016، مقررين أن يقام المهرجان كل عامين، وليس كما جرت العادة منذ ولادته في العام 1993، حيث أقيم بشكل سنوي. وحول سبب هذا القرار، وعدم عقد الدورة الحادية عشرة هذا العام، صرح رئيس المهرجان، المخرج أحمد الفردان، لـ الأيام بأن المهرجان بحاجة إلى الكثير من الجهد والوقت، بالإضافة لحاجته الملحة للدعم من القطاعين العام والخاص، لهذا فإن مهرجاناً بحجم (مهرجان الصواري المسرحي للشباب) يتطلب ميزانيات تثقل كاهل ميزانية (مسرح الصواري)، الداعم والراعي الرئيسي للمهرجان، ولهذا ارتأينا تحويله إلى مهرجان يقام كل عامين. وبين الفردان بأنهم كإدارة يطمحون للارتقاء بمهرجانهم لمستويات متقدمة، خاصةً وأنه يتخطى حدود المحلية، ويوفر فرص إبداعية لما يقارب المائتين شاب وشابة من الفنانين المسرحيين، وهذا ما لا يمكنهم القيام به في ظل شح الدعم المالي الذي يبقى السبب الرئيسي في إعاقة العملية الإبداعية في البحرين مطالباً بـ نشر ثقافة دعم المشاريع الشبابية الفنية في المملكة، على كافة القطاعات الرسمية والخاصة، اسوة بدول الجوار الشقيقة في الخليج العربي. وتابع الفردان حديثه، مبيناً أن فكرة إقامة المهرجان كل عامين، ستمكننا من الظهور بالشكل اللائق على مستوى التنظيم والإعداد، كما ستمكننا من تقديم عروض مسرحية أكثر تماسكاً واحترافية. وأشار إلى أن الدورة الحادية عشرة للمهرجان، ستكون في العام المقبل، إذ من المفترض أن يتم فتح باب تقديم المشاركات بداية العام 2016. إلى جانب ذلك فإن المهرجان ومنذ عودته، كان يواجه الصعوبات، التي من الممكن أن يكون هذا القرار سبيلاً لتخطيها، إذ أن الفنان محمد الصفار، بين العام الماضي بأن الصعوبات التي تواجه المهرجان في دورته التاسعة، هي ذاتها التي تواجه المهرجان في دورته العاشرة، مؤكداً أن الوضع بات أكثر تعقيداً فليس هناك حلول لهذه الصعوبات التي تواجهنا. المشاكل هي ذاتها، بل وتزداد دون وضع أية خطة أو استراتيجية لحلحلتها.. وهذا ما يساهم في ضياع الجهود، خاصة الجهود البحرينية على الخشبة، وقد دعا لتوافر كل السبل والتجهيزات للمهرجان، كما يجب أن ينال حظه من الترويج والتحشيد الإعلامي على الصعيد المحلي والخارجي، خاصة وأنه مختبر حقيقي يرفد الحركة المسرحية بالطاقات. ويعد مهرجان الصواري المسرحي للشباب أول مهرجان مسرحي محلي انطلق في العام 1993، واستطاع تخريج عدد من الفنانين والمبدعين الذين برزت أسماؤهم على الساحة الفنية البحرينية والخليجية، كما استطاع في العامين الفائتين استقطاب أكثر من عشرين عرضاً مسرحياً من البحرين والخليج العربي، إذ كانت هذه العروض تتنافس على اثنتي عشرة جائزة مسرحية.