نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية تقريرا تعريفيا بقائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والذي بدأ اسمه يتردد كثيرا في الآونة الأخيرة ويعتبرهالإيرانيون المحافظونقائدا متميزا. وقد اتخذت الصحيفة مدخلا لموضوعها بحوار إذاعي كان الضيف فيه دونالد ترمب أحد الساعين لنيل بطاقة الترشح عن الحزب الجمهوري الأميركي للانتخابات الرئاسية القادمة عام 2016. وعندما سأل المذيع ترمب عن سليماني أجاب: الأكراد.. لقد أسيئت معاملتهم بشكل فظيع. فتدخل المذيع قائلا: ليس الأكراد.. قوات القدس، القوات الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني. ويبدو أن ترمب خلط في سماع كلمتي "الكرد" و"القدس". وسألت الصحيفة، في تقريرها الذي كتبته أليكزاندرا زافيس، ما الذي يجب أن يعرفه ترمب عن سليماني؟ وتطرقت للتوتر الأميركي الإيراني المستمر منذ سقوط الشاه عام 1979، وأشارت إلى أن ذلك التوتر لم يمنع الإيرانيين والأميركيين من الوجود بخندق واحد بمناسبات عديدة مثل قبول واشنطن معلومات استخباراتية من إيران ضمن حربها ضد حركة طالبان بأفغانستان بعيد هجمات سبتمبر/أيلول 2011. متظاهرون عراقيون شيعة يحملون صورة سليماني وزعيم الحوثيين باليمن (الفرنسية) وفيما يخص سليماني، قال التقرير إن صورته وهو يشرب الشاي على تخوم مدينة تكريت العراقية أثبتت أنه يقاتل مع القوات والمليشيات العراقية التي كانت تستعد لاقتحام المدينة واستردادها من تنظيم الدولة الإسلامية، أي أن سليماني والأميركيين كانوا في خندق واحد على اعتبار أن الاثنين يقاتلان تنظيم الدولة بالعراق. ووصف التقرير سليماني بأنه أصبح من المشاهير في إيران لدرجة أن المواقع المؤيدة للمحافظين -على الإنترنت- تدعوه لخوض انتخابات الرئاسة القادمة عام 2017، كما أن القوات التي يقودها منوطة بنجدة كل من تدعمه طهران بالمنطقة، حيث لقواته حضور بالعراق وسوريا وبلدان إقليمية أخرى. واستشهد التقرير بحديث للسفير الأميركي السابق بالعراق رايان كروكر لإثبات الموقع المهم الذي أصبح سليماني يحتله، قال فيه إنه خلال المحادثات لاستئصال العنف الطائفي بالعراق، كان السفير الإيراني يكثر من طلب فرص الاستراحة وخاصة عندما يرد بالمحادثات أمر غير مدون في لائحته. يقول كروكر إنه تعجب من كثرة تلك الطلبات، لكنه اكتشف فيما بعد أن السفير الإيراني كان يهرع للهاتف لطلب مشورة طهران كلما برز أمر لم يكن لديه تعليمات بشأنه، وإنه علم أيضا أن الشخص الذي يجلس في طهران ويصدر التعليمات للسفير كان سليماني نفسه. ثم عاد التقرير إلى حوار ترمب الإذاعي حيث قال المرشح المحتمل "هل تقصد ذلك السيد الذي كان يتردد على روسيا ويجتمع مع (فلاديمير) بوتين؟" فأجاب المذيع "نعم، ذلك هو" فعلق ترمب "كلا .. ليس شخصا جيدا".