أيمن الحسن-الحسكة يخشى أهالي محافظة الحسكةشمال سوريا من تبعات قرار يلزم مدارس المرحلة الأولى بالتعليم باللغة الكردية، الذي اتخذته الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، كما أبدى مختصون في التعليم وأكاديميون وناشطون قلقهم من القرار. وقال الناشط الحقوقي أسامة إدوارد إن القرار فُرِض من قبل حزب سياسي "منفرد بالسلطة" بحكم الأمر الواقع،ورأى أنه مقدمة لفرض خيارات أخرى على سكان منطقة الجزيرة من العرب والسريان الآشوريين. الناشط إدوارد: قرار تغيير المناهج لا تتخذه إلا الحكومات الديمقراطية المنتخبة(الجزيرة) وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه "من الصعب جداً تخيل كيفية تحول الضحية إلى جلاد مستبد يمارس أبشع أنواع القهر بحق المكونات الأخرى التي لا تسير في ركبه"، وقال إن نظام حزب البعث فرض على السكان التعريب تحت شعار الرابطة القومية، بينما يفرض "نظام الأمة الديمقراطية" التكريد تحت شعار تآخي الشعوب، حسب قوله. وأوضح إدوارد أن قرار تغيير المناهج تتخذه حكومات ديمقراطية منبثقة عن برلمانات منتخبة، وعلى يد خبراء ومختصين تربويين، وليس عن طريق مليشيا عسكرية تستولي على السلطة بالقوة، وفق رأيه. رفض الأهالي وألمح عدد من أهالي الحسكة إلى إحجامهم عن إرسال أطفالهم إلى المدارس إذا طُبق قرار التعليم بالكردية، وأكد آخرون أنهم سينقلون أولادهم إلى مناطق أخرى لتلقي التعليم. وتساءل رب أسرة يدعى حسين شيخو "هل هذا القرار كان بإيعاز من وزارة التربية في حكومة النظام، أم هو قرار ارتجالي من الإدارة الذاتية؟" مشيراً إلى أنه يؤيد القرار إذا كان مدعوما من جهة تعترف بالشهادات التي سوف تصدر عن هيئة التعليم باللغة الكردية. ورأى أنه في حال كان الهدف من القرار هو إيهام الناس بحرص الحزب على التعليم بلغته الأم، فهذا يعني المزيد من "الضياع" لأجيال المنطقة، وأنه لا يحق لإدارة تدعي أنها تدير المنطقة في هذه المرحلة الحرجة تعديل أو إصدار قرار يمس التعليم. من جهته، أكد أحد مديري مدارس المنطقة للجزيرة نت أن الهيئة شددت على ضرورة تعاون المديرين في مديرية التربية التابعة للنظام السوري مع العاملين في حقل التعليم الكردي، مهددين من يرفض التعاون بمنعه من دخول المدارس. إحدى المدارس في محافظة الحسكة (الجزيرة) آثار سلبية بدوره، قال المدرس عبد الرحيم سعيد للجزيرة نت إن فرض منهاج كامل باللغة الكردية سيؤدي إلى تأثيرات سلبية خطيرة، فمن الناحية التعليمية لا تمتلك هيئة التربية والتعليمكوادر تقوم بمهمتها بطريقة تواكب الطفرة العلمية، حيث لم يتدربوا سوى ثلاثة أشهر على المناهج، كما أن المناهج لم تخضع لإشراف تخصصي، خاصة أن اللغة الكردية لا تمتلك المصطلحات الكافية للمناهج الحديثة، مما دفع معديها إلى اختلاق كلمات لا يعرف الأكراد معانيها فضلا عن العرب، حسب قوله. ومن الناحية الاجتماعية، قد يؤدي تطبيق القرار إلى المزيد من الهجرة، وفقا للمدرس سعيد، معتبرا أن القرار سياسي في جوهره، وأنه يهدف إلى فرض النفوذ في المحافظة. وعلق سرست نبي -مدرس في جامعة بإقليم كردستان العراق- على قرار الإدارة الذاتية بقوله إن اعتماد المناهج التربوية يحتاج إلى خبرة راسخة وتخصص دقيق، وإنه "لا يمكن إنجاز مثل هذا العمل بقرار متسرع من بعض خريجي معاهد المعلمين". وأضاف في منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن "مسألة تكريد بعض المقررات، مثل الأدب واللغة وإقرارها أمرٌ مشروع، وإلغاء بعضها الآخر مثل الثقافة القومية أيضاً مشروع، ولكن تكريد المقررات العلمية في ظلّ غياب معجمية كردية موحدة ومعتمدة ستكون له نتائج علمية وتربوية كارثية". وأوضح أن كردستان العراق لم يصل إلى المستوى المطلوب رغم تجربة عقود من التعليم باللغة الكردية، مضيفا أنه يؤيد تدريس مقررات اللغة والأدب الكرديين إلى جانب اللغة والأدب العربيين، مع "تكريد" منهج التاريخ في السنوات الأولى. وفي سياق مواز، أقدم تنظيم الدولة الإسلامية على حرق المناهج الدراسية القديمة وإصدار مناهج جديدة تتفق مع رؤية التنظيم، وتعتمد منهج الشريعة الإسلامية، وفقاً لبيانات التنظيم.