بعد كفاح طويل متواصل ومستمر احتفل أخيراً الفقر بحصوله على الجنسية العربية وعندما أنتهى احتفاله الجميل تقدم لنفسه ببعض الأسئلة ..؟! بعد أن نعُمى بمميزات المواطنة العربية وأصبح مواطن عربي يعيش فوق أرض عربية وتحت سماء عربية؟ لماذا أعيش في أرض يوجد بها خيرات وفيرة ومتنوعة؟ لماذا أتواجد في هذه الأرض التي بها نفط وغاز وأنهار ؟ لماذا أعيش بين الشعوب العربية وهي شعوب تحت أقدامها كنوز مدفونة ؟ لماذا حصلت أخيراً على الجنسية العربية..؟ لماذا لماذا لماذا ؟! كل هذه الأسئلة التي جعلت الفقر نفسه ينظرة نظرة السخرية والازدارء للحال الذي وصلت إليه الشعوب العربية من بؤس وعوز وحاجة برغم أنها تعيش في منطقة غنية بثروات وعلى مدى سنوات طويلة من كفاح الشعوب العربية للوصول إلى مستوى معيشة يلبي الأحتياجات الأساسية للحياة فضلاً عن الكماليات التي لم يستطيع الشعب العربي في كفاحه الطويل الوصول إلى إدنى درجات معايير الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية التي وصل أكثر الشعوب في العالم إلى درجاتها العليا محققين في ذلك حالة من الرضى الاقتصادي والاجتماعي في ذواتهم . عندما تجوب المدن العربية في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ينتابك شعور بأن هذه المدن هي مدن شكلية فقط تعالج السطح والشكل دون معالجة القاعدة والجوهر فهناك المشاريع الضخمة في كل مدينة من المدن العربية وبعد مرور سنوات يأتي القرار بهدم بعض هذه المشاريع برغم أنه صالحة للأستعمال ولكن يأتي المبرر أنه تم الهدم للمصلحة العامة هذا حال المدن العربية هدم وبناء ومضت سنوات والقرار بين معول الهدم ومعول البناء ولكن لم ينظر إلى قرار بناء الأنسان العربي أنه قرار يشكل ثقل لدى الأنظمة العربية , لهذا فإن القرار الذي يحمل معول بناء الأنسان العربي هو قرار يسعى إلى حرمانه من أبسط حقوقه في بناء نفسه وتلبيه احتياجاته وصناعة ذاته لكى يساهم في القضاء على الشقيق الأكبر الفقر العربي لذلك هذا القرار يتم تكوينه في رحم الأنظمة العربية ثم يتم وضعه على طاولات اللجان العربية مروراً بروتين العربي المعروف ثم يخرج إلى الواقع العربي ويستبشر الشعب العربي في القرار ولكن يحمل أي قرار في بناء الأنسان العربي وإخراجه من وحل الفقر إلى الحياة الكريمة إشارة على الهامش تعنى عدم تفعيل القرار والسبب لأنه قرار للمواطن العربي ويتسأل الفقر مرة آخرى لماذا حكم على هذا القرار بالأعدام وقال بلسان العاجز لو وهو يعلم ماذا تعني كلمة لو لو لم يُعدم هذا القرار لخرجت من هذه الأرض العربية الغنية التي طال مكوثي بها, لماذا قتل حلمي في مغادرة الأرض العربية يتسأل الفقر العربي بذهول بالغ لماذا أعدم القرار .؟! تعجب الفقر وتعجب الفقر مرة آخرى من سر العلاقة بينهُ وبين الشعوب العربية برغم من الكنوز التي تمتلكه هذه الشعوب ولكنها كنوز ليست بيديهم ولا يحق التصرف فيها وعند المطالبة في إنتفاء هذا التعجب من أخينا بالمواطنة العربية الفقر العربي يأتي القرار في رمى الفتات على هذه الشعوب العربية !! دخلت ذات يوم المكتبة ورأيت أخينا بالمواطنة العربية الفقر العربي يبحث في معجم لسان العرب فقلت لهو عما ماذا تبحث يا أبا فقر فأجاب أبحث عن ما كتبه عبقري اللغة والأدب ابن منظورعن أصل أسمى الفقر هل هو عربي وهل أنا مولود من أم عربية وأب عربي أم هل هذه الشعوب العربية هي تكن لي المحبة والود حتى أبقى ضيفاً كريماً لديهم طوال هذه السنون السحيقة !! ثم عاد وقال أخينا بالموطنة العربية الفقر مرة أخرى لقد بلغت من العمر عتياً وخجلت من الشعوب العربية من طول المقام ومن ثقل البقاء أنني أخجل على نفسي عندما تنظر هذه الشعوب بقلوبها قبل أبصاره وتحدق ملياً في نظرةً حادة مع بزوغ كل فجر جديد عندما يخرج معه الخباز- النجار – الموظف – صانع الحلوى وهو يعلم أنني رفيق دربه منذ أن يولد وحتى أن يوارى الثرى . ولكن المفارقة الغريبة أن الفقر العربي يخالف في وجه نظره شقيقة الفقر المعرب فالأول يقف مع الشعوب العربية في قطع أوصار العلاقة الوطيدة بينهما بينما الثاني يقف مع الأنظمة العربية في توطيد العلاقة بينهُ وبين الشعوب العربية فقد حمل الفقر العربي لوحة المعارضة على شقيقة الصغير المدلل الفقر المعرب مطالباً بحقوق الشعوب العربية في ترك هذه الشعوب تنعم بخيراتها وتبنى مستقبلها بما حباه الله من ثروات هائلة لم يستغل سوى جزء بسيط منها بينما يحتفظ الشقيق الصغير المدلل الفقر المعرب في الجزء الأكبر من هذه الثروات . دائماً يسير الشقيق الصغير المدلل الفقر المعرب وفق منهجية الأنظمة العربية فكلما زاد أجر المواطن العربي زادت ثمن الحلوى وكلما نخفض ثمن التراب زاد أجر حامله والخلاف مستمر بين الشقيقين والشعوب العربية في حال الناظر فهي لا حول ولا قوة لها وربما يشتد القتال بين الشقيقين الفقر العربي والشقيق الصغير المدلل الفقر المعرب فالمعركة مستمرة وقد حمى وطيسها ولكن دون موت أحد الشقيقين . فنبشر الشعوب العربية أن الأخوين مازالا على قيد الحياة ولن يموتوا أبداً فهما مع الشعوب العربية من المهد إلى اللحد!