×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / الدكتورة العناني : 3 ملايين ضحية لالتهابات الجهاز التنفسي سنويًا في العالم

صورة الخبر

لم تمض سوى أيام معدودة على هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق سيطرة فصائل المعارضة في حي القدم جنوب العاصمة السورية دمشق، حتى شكلت تلك الفصائل غرفة عمليات مشتركة لتتحد في صد هجوم "عدوها" المشترك. فبعد سيطرة تنظيم الدولة على أجزاء من حي القدم إثر هجوم باغت فيه قوات المعارضة الاثنين الفائت، أعلنت الأخيرة -عبر بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي- عن "تشكيل غرفة عمليات موحدة لرد ظلم الخوارج البغاة وإخراجهم من أرضنا في أحياء القدم والعسالي"، وتضم تلك الفصائل بشكل أساسي الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام ومجاهدي الشام. وأكد البيان المذكور أن "مجاهدي حي القدم الدمشقي المرابطين جنوب العاصمة يعلنون أن سلاحهم واحد وهدفهم واحد ودماءهم واحدة، ونحن عون لأهلنا وسيف مسلط على رقاب الظالمين". آثار الدمار في جنوب دمشق جراء قصف النظام(الجزيرة) توحد المعارضة وبحسب الناشط في المكتب الإعلامي للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام-قطاع جنوب دمشق، هاني أبو عمر،فإن كافة القوى الفاعلة على الأرض في حي القدم قررت توحيد الكلمة والقرار والسلاح لصد هجوم تنظيم الدولة، وبعد إقرار تشكيل الغرفة المشتركة "استطاع المجاهدون تنظيم الصفوف وإنزال ضربات على التنظيم واستعادة القطاعات التي سيطر عليها والتقدم باتجاه حي العسالي من جديد". وعن سبب هجوم تنظيم الدولة، قال الناشط الإعلامي للجزيرة نت إنه تم مؤخرا إلقاء القبض على الخلية المسؤولة عن تفجير عبوة ناسفة لاغتيال قائد الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام بجنوب دمشق أبو مالك الشامي، وهي تتألف من شخص يدعى أبو جنين وآخرين من تنظيم الدولة. وبعد تمكن أحدهم من الهروب رغم إصابته ثم وفاته متأثرا بجراحه في منطقة الحجر الأسود الواقعة تحت سيطرة التنظيم، شن تنظيم الدولة هجوما من حي العسالي باتجاه حي القدم بالاستعانة بمجموعات مناصرة له متواجدة في العسالي. ولم يتمكن تنظيم الدولة من تحقيق الأهداف المرجوة بالسيطرة على حي القدم والقضاء على وجود أجناد الشام الذي يعد القوة الأكبر في المنطقة، إذ يقول أبو عمر إن مقاتلي أجناد الشام صدوا الهجوم وسيطروا على كتلة الأبنية المحيطة بمسجد حذيفة بن اليمان وتقدموا داخل حي العسالي. أحد مقاتلي المعارضة أثناء التصدي لهجوم تنظيم الدولة على حيي القدم والعسالي (الجزيرة) عشرات القتلى وبلغت خسائر تنظيم الدولة حتى اليوم أكثر من 25 قتيلا وقرابة المئة جريح، وذلك بحسب الإحصاءات المتوافرة لدى الناشط، أما مقاتلو المعارضة فخسرواتسعة قتلى وعشرين جريحا. ونفى أبو عمر أي احتمال لتقدم تنظيم الدولة باتجاه دمشق، بل أكد تعاون التنظيم مع النظام لتعطيل أي تقدم محتمل لفصائل المعارضة باتجاه العاصمة، مستشهدا بعدم مشاركة التنظيم في صد هجمات قوات النظام على مقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك في فترات سابقة. وبدوره، أشار الناشط الإعلامي مطر إسماعيل إلى عدم تدخل النظام في المواجهات الأخيرة بين تنظيم الدولة وفصائل المعارضة رغم قرب النظام جغرافيا منها، متحدثا عن تعرض مقاتلي أجناد الشام للقصف من جهة بور سعيد التي تسيطر عليها قوات النظام خلال اليوم الأول للهجوم. وعلى الصعيد الإنساني، قال إسماعيل للجزيرة نت إن العائلات التي كانت موجودة في أماكن الاشتباكات تأثرت بشكل رئيسي وتم إخراج عدد منها بعد أيام إلى مناطق أكثر أمنا، لكنه أضاف أن بعض الأسر الموجودة في حي القدم -وخصوصا أسر المقاتلين- لا تزال محاصرة ومتأثرة بالمعارك الدائرة بدرجة كبيرة.