×
محافظة المنطقة الشرقية

صافرة السعودي «الخضير» تضبط مواجهة البحرين واليمن

صورة الخبر

أنا مسلمة ملتزمة. ولأنني مسلمة، أؤمن بالتعددية. أنا أؤمن بالتسامح. هذه هي المعتقدات التي يصر الدكتاتوريون المسلمون المتشددون على إبادتها من العالم، بينما يقمعون ويدمرون من يختلف عنهم. الأيزيديون هم أحدث ضحايا هذا الفكر. استعبد داعش النساء والفتيات الأيزيديات، واغتصبهن جنود المنظمة المتطرفة مسترشدين بعقيدة إسلامية خاطئة. هذه الجرائم، التي أُبلغ عنها في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، هي أحدث مثال على تدنيس سمعة دين الإسلام على يد التطرف الإسلامي. هذا العمل الشنيع وصل إلى مستويات جديدة من الفساد البشري ليتضمن: حظائر لحبس البشر وأسواق العبيد الحافلة والتسلط البيروقراطي والمتاجرة بالنساء والفتيات الأيزيديات. حيث يطالبنا داعش بمواجهة هذه الفظائع الجديدة. ينشر داعش والجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى، مثل حركة طالبان وتنظيم القاعدة، العنف والبؤس في العالم وبشكل أخص يسلطون بأسهم مباشرة على المسلمين الذين يخضعون لحكمهم، ليس "الإسلاميين" ولكن أتباع دين الإسلام. يشوه "الإسلاميون" سمعة كل مسلم بسبب الانتهاكات التي يرتكبونها باسم الدين. سألني كريس كومو، مذيع برنامج "يوم جديد" الذي يُبث على قناة CNN، ما إذا كان استعباد داعش الجنسي "يغذي الانطباع السائد بأن هؤلاء المسلمين حيوانات وهمج وأن عقيدتهم هي السبب وراء أفعالهم." مما أثار غضب الجماهير التي هاجمته على مواقع التواصل الاجتماعي. اتهمه الناقدون بتغذية صورة نمطية قبيحة. ولكنني أعتقد أنه كان سؤالا سليما، يعكس مدى استيعابه للفرق بين الإسلام، وهو دين التوحيد، و "الإسلامية"، وهي أيدولوجية الديكتاتورية باسم الدين. دعونا نتذكر أن "الإسلاميين" في جميع أنحاء العالم هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن تلطيخ سمعة الإسلام. وأن الجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة وحزب الله وحماس والإخوان المسلمون لم يشاركهم أحد في تدنيس دين التوحيد. في الواقع، تتنافس هذه الجماعات في تحقيق أكبر عدد ممكن من الأعمال الإرهابية التي تلطخ سمعة الإسلام. ولكن هذه الجرائم لها شعبية كبيرة لدى الدكتاتوريون المسلمون وأعداء الإسلام على حد سواء. يفيد تشويه سمعة المسلمين مصالح كارهي الإسلام، ولذلك يعتبرون داعش وتنظيم القاعدة وحركة طالبان وغيرهم من الجماعات الإسلامية المتطرفة الهدية التي لا تتوقف عن العطاء. إن أعمال الإسلاميين الإرهابية، التي يدّعون زوراً أنها باسم الدين، مروعة وبغيضة. وتسيئ هذه الجرائم إلى أي شخص سوي بما في ذلك المتعصبين الانتهازيين الذين تتغلب رغبتهم في تشويه سمعة الإسلام على اهتمامهم بضحايا المسلمين. يمكن للعالم الذي يشهد كل الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون باسم الإسلام أن يصدقوا أن هذه هي حقيقة الدين الإسلامي. لأن الضجة التي تصدرها هذه الجماعات تطغى على ملايين المسلمين الملتزمين المنتشرين في أكثر من 180 دولة والذين ينتمون إلى عشرات الطوائف ذات التقاليد المختلفة. ولكننا نحن المسلمون الذين نعيش حياة سلمية مسترشدين بالقيم الإسلامية الحقيقية، نرفض التخلي عن مصداقيتنا. وبرفضنا ننضم لجهود تحالف جيوش المسلمين والقوات الجوية الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة داعش. تنضم لنا الحكومات الإسلامية، مثل تركيا، التي تمنح اللاجئين مأوى من "الإسلاميين". وانضمت لنا أيضا سلطات إسلامية أخرى في باكستان ومصر والتي تخوض معارك ضارية ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة على أرض بلادها. لماذا أصبحت ساحة المعركة بين المسلمين و"الإسلاميين" أكثر ضراوة من أي وقت مضى؟ لأن حرب السيطرة على الرأي العام اشتدت. بطبيعة مساعيه الوحشية، إلى جانب إدارته المتمكنة لمحتوى وسائل الإعلام، يهيمن داعش على الصورة العامة للإسلام. إنه يستولي على العناوين الرئيسية للصحف ويستحوذ على دورات أخبار كاملة ويتلاعب بالرأي العام ويدفع المناقشة العالمية سواء عن طريق أفعاله الشنيعة أو من خلال افتتان أنصاره المتزايدين. والكشف عن ثقافة العبودية التي يؤمن بها داعش ساعدت في ذلك. لم يحط كومو من قدر المسلمين بسؤاله المهم، بل كشف استعلامه عن التأثير الذي يسعى داعش لتحقيقه وهو تجريد المسلمين في كل مكان من إنسانيتهم. ينبغي علينا أن ندعم أمثال كومو لأن لديهم الشجاعة الكافية لمناقشة المواضيع التي لا يجرؤ أحد على التحدث عنها.