أبقت أنقرة الباب موارباً لطلب عبدالله أوجلان، الزعيم المعتقل لـ «حزب العمال الكردستاني»، إجراء مؤتمر صحافي لدعم مسيرة التسوية السلمية للقضية الكردية، بعدما وجّهت القيادة الجديدة للحزب «إنذاراً أخيراً» إلى حكومة حزب «العدالة والتنمية»، مهددةً بوقف العملية السلمية، إن لم تتخذ خطوات لتطبيق إصلاحات مُتَّفقٍ عليها. وذكّرت مصادر في وزارة العدل بأن القانون يمنع إجراء مقابلات صحافية مع المساجين، خصوصاً مَن هم في وضع أوجلان، معتبرة أن فكرة المؤتمر الصحافي ليست واقعية. لكنها استدركت أن القانون يتيح لصحافي زيارة أوجلان، إذا قدّم طلباً بوصفه مواطناً عادياً يريد رؤية زعيم «الكردستاني» والتحدّث معه، إذ يتيح القانون لأي شخص زيارة أي سجين، شرط موافقة وزارة العدل. وكان أوجلان اشتكى في رسالة خطية، من وضعه الصحي وظروف سجنه، مقترحاً إجراءه مقابلة مع وسائل إعلام، لدعم مسيرة التسوية السلمية وتوجيه رسائل مباشرة إلى الأكراد في المنطقة، لمساندة هذا المسار. وفي الرسالة التي سلّمها لنواب أكراد زاروه في سجنه، شدد أوجلان على أن «العملية التي بدأناها تستمر بجدية وقوة وعمق»، وحضّ أطراف النزاع على أن «يتجنّبوا بحكمة المواقف التي تعرّض العملية لخطر». ورأى أن «على الحكومة أن تتحرّك بسرعة»، داعياً البرلمان التركي إلى «المساهمة في تسوية تاريخية» للنزاع، من خلال إقرار إصلاحات ديموقراطية يطالب بها الأكراد، لدى بدء دورته الجديدة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وتتابع أنقرة بقلق وحذر، اجتماعاً مرتقباً الشهر المقبل في أربيل، سيضمّ جميع القوى السياسية الكردية في المنطقة والمُمثلة في أربع دول هي العراق وإيران وتركيا وسورية، من أجل وضع خطط لمستقبل الأكراد في المنطقة. وتعوّل أنقرة على حليفها في أربيل، رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، لترويض النزعات القومية المطالبة بحكم ذاتي مشابه لذاك في العراق، في تركيا وسورية، خصوصاً بعد التطورات في شمال سورية أخيراً، وإعلان «حزب الاتحاد الديموقراطي» الذي يُعتبر جناحاً سورياً لـ «الكردستاني»، عزمه إعلان إدارة كردية محلية هناك، ما رفضه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، ملمحاً إلى احتمال تدخل أنقرة. وفي هذا الإطار، اعتبر النائب حسيب قبلان من «حزب السلام والديموقراطية» الكردي أن على تركيا ومسؤوليها أن يعتادوا على مواجهة هذه المطالب، وأن يدركوا أن بلادهم باتت مُحاطة بـ «أكثر من كردستان»، مبدياً دهشته من حكومة رجب طيب أردوغان التي «وافقت على تسوية سلمية للقضية الكردية في تركيا، فيما ما زالت تتحسّس من أكراد سورية ومطالبهم المشروعة». على صعيد آخر، أوردت صحيفة «زمان» أن الشرطة في محافظة هاتاي اعتقلت 28 شخصاً تشتبه بتنظيمهم تظاهرات محلية مؤيدة لاحتجاجات ميدان «تقسيم» في إسطنبول.