كتب - حسين أبوندا: أنهت متاحف قطر ترميم وإعادة تأهيل برجي برزان التاريخيين، اللذين يعتبران من أهم المعالم في أمّ صلال محمد، ولهما مكانة كبيرة في قلوب السكّان الذين يحرصون على زيارتهما بصورة مستمرّة. وتقع أبراج برزان في منطقة أمّ صلال محمد، وتتبع بلدية أمّ صلال، وتبعد حوالي 10 كم عن الساحل وما يقارب من 15 كم عن الدوحة وتمّ بناؤها من الحجارة والطين وتتعدد طوابقها التي تصل إلى ثلاثة طوابق ودرج خارجي، وتتميز بشكلها المستطيل الذي يعتبر نموذجًا فريدًا لأبراج المراقبة في منطقة الخليج. يبلغ سمك جدران الأبراج مترًا وأكثر وتتميز بسماكتها، خصوصًا في قاعدتها، حيث بنيت عن طريق مزج القطع المتداخلة الخام من الحجارة المرجانية والحجر الجيري مع تدعيم اثنين مع الطين على غرار جدران قلعة الزبارة. كما تمّ بناء البرجين مع بعض الملحقات الخارجية مثل غرفة للضيوف، ومسجد كان يستخدم في تلك الفترة كمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم. وشيد برجا برزان بأمر من الشيخ محمد بن جاسم آل ثاني، مؤسس قرية أمّ صلال محمد. و"برزان" هو الاسم الذي يطلق على البرج الغربي الذي يبلغ ارتفاعه 14 مترًا، ويتألف من ثلاثة مستويات ويعرف بشكله المميز T الذي يتفرد به في منطقة الخليج، بينما يجسد البرج الشرقي الذي بُني بالحجارة وكُسي بالطين، المثال النموذجي بشكله المستطيلي للأبراج القطرية. يتميز موقع أبراج برزان بسهولة الوصول إليه بعد أن قامت الجهة المسؤولة بتركيب عدد من اللوحات الإرشادية، حيث يستطيع الزوار الوصول إليها دون أية معاناة في البحث عن الموقع المميز الذي يضم الأبراج وعددًا من المرافق الخارجية التاريخية، كما يشهد توافد الكثير من الزوّار سواء من سكان المنطقة أو من قبل المواطنين والمقيمين من سكان المناطق والمدن الأخرى، بالإضافة إلى السيّاح الأجانب الذين يستمتعون أثناء مشاهدتهم العمارة القطرية المميزة. حرصت متاحف قطر على إنهاء أعمال الترميم قبل حلول موسمي الخريف والشتاء، حتى يتمكن الزوار من الاستمتاع بمشاهدة المعالم الأثرية داخل الموقع، خاصة زوار المدارس المستقلة والخاصة ومدارس الجاليات، والتي يحرص القائمون عليها بعمل الزيارات الميدانية لموقع الأبراج التاريخية وتعريف الطلبة على تاريخ العمارة القطرية. وتسعى إدارة الترميم المعماري التابعة لمتاحف قطر على إعادة تأهيل المباني التاريخية بشمال قطر، لا سيما في مدن الشمال، والرويس وأبو ظلوف، بهدف فتح أبواب المواقع التراثية أمام الجمهور، حيث قامت مؤخرًا أعمال ترميم وإعادة تأهيل بمسجد أبو ظلوف ومخفر شرطة الرويس، كما قامت بترميم مساجد بمدينة الوكرة، وسميسمة ودخان، وعدد من القصور بالوجبة والشمال وقرية المفير. وحرصت إدارة الترميم المعماري، على إعادة ترميم عدد من المنازل التراثية في بالدولة، مثل منزل الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، وبيوت النجادة المشيدة من الحجارة والطين، ومنزل الشيخ غانم بن عبد الرحمن آل ثاني الذي يعد معلمًا على شاطئ الوكرة. وتعمل إدارة الترميم المعماري التابعة لمتاحف قطر، بالعديد من مشاريع الترميم في جميع أنحاء قطر، وذلك بهدف توسيع أعمالها وتأثيرها في المجتمع، وتعمل حاليًا بترميم مسجد الرويس الأقدم في قطر على الإطلاق، وتعدّ مدينة الرويس من أقدم المدن في شمال البلاد، وشيد المسجد القائم بها في أربعينيات القرن الماضي على أطلال مسجد أقدم ترجع أصوله إلى القرن السابع عشر. ومن جهة أخرى يقوم فريق الآثار والترميم التابع لمتاحف قطر بالتنقيب في المناطق القطرية التي كانت تعرف ازدهارًا كبيرًا لترميمها، خاصة القرى والتجمعات السكنية التي تعود إلى العصر البرونزي وقصور العصور الوسطى، وحصون القرن التاسع عشر، والقرى والأبراج والمساجد.