تعتبر التوقعات المستقبلية في أوكرانيا سيئة إلى درجة أن الدعوات الدولية الجديدة لإعلان وقف إطلاق النار في شرق البلاد لن يتم تلقفها بحماسة على خلاف سابقاتها، إلا أنه في الحرب المستمرة منذ 16 شهراً كان من المحتمل تغيير بعض الديناميات في نواحٍ هامة. حيث أيد أخيراً زعماء كل من ألمانيا وفرنسا وروسيا الإعلان المشترك الصادر أخيراً عن أوكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا، والذي يفيد بإعادة إعلان وقف إطلاق النار لوضعه السابق، في الأول من سبتمبر. والمبادرة الأخيرة كانت آخر محاولة للدفع قدماً باتفاق مينسك، الذي تم التوصل إليه في شهر فبراير الماضي. الاتفاق لا زال هشاً، حيث جاء الجانبان، أخيراً، ببيانات منفصلة، وتأكيدات مختلفة للغاية. وسيخضع الاتفاق لمزيد من التدقيق الدولي مع اقتراب نهاية العام، الموعد النهائي لإعادة الحدود المعترف بها دوليا تحت سيطرة الحكومة الأوكرانية. وسيتعين على الدول الأوروبية اتخاذ قرار قريباً، فيما إذا كان عليها تمديد العقوبات ضد روسيا. تم تجاهل اتفاق مينسك من قبل الجانبين، ولم يبق لديهما الآن إلا فرصة ضئيلة للغاية لتنفيذه بشكل كامل. وتبقى المصلحة الأوروبية الكبرى في حض فلاديمير بوتين على سحب القوات الروسية من شرق أوكرانيا، وإعادة تأكيد حرمة الحدود الدولية في النهاية. ولتحقيق ذلك، فإن الاستمرار في تحديد مواعيد جديدة لوقف إطلاق النار لن يكون أمراً كافياً. وسيكون من الضروري إظهار الاستعداد لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي، مع تمديد العقوبات، وربما زيادتها، إلى أن يتم تحقيق انسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية.