المنامة: عبيد السهيمي أكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو أن بلاده حريصة على استقرار البحرين، مشيرا الى انها تعد نموذجا يحتذى بها في إرساء السلام والتعايش السلمي. ونوه الوزير التركي في مؤتمر صحافي جمعه مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، في المنامة امس، الى مواقف بلاده تجاه العديد من القضايا الاقليمية والدوليه، قائلا متطابقة مع توجهات مملكة البحرين، محددا في الخصوص ما يتعلق بالأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تنسيق المواقف بشأن الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك والأمن الإقليمي. كما نوه بدور تركيا الكبير في المنطقة، التي تعد من الدول الهامة المشاركة حوار التعاون الأسيوي الذي تستضيفه البحرين حاليا. وبحث الجانبان في الديوان العام لوزارة الخارجية، اوجه التعاون المشترك، وتعزيز العلاقات الثنائية، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين وطموحات شعبيهما الصديقين. وحول الأزمة الدبلوماسية بين بلاده والقاهرة قال اوغلو انها «لا تعبر عن حقيقة العلاقات التاريخية الوثيقة بين الشعبين المصري والتركي»، معتبراً أن الأزمة الراهنة التي تمر بها البلدين «هي ازمة بسبب الحكومة التي جاءت بعد الانقلاب في مصر وبين الحكومة التركية». وأكد أوغلو على موقف الحكومة التركية «مع اختيار الشعب المصري وتترقب ان يكون هناك حكومة منتخبة في مصر يتم اختيارها من الشعب»، لا فتًا إلى ان تركيا لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة. وقال أوغلو «ان السياسة التركية ليست مع طرف ضد طرف ولا تلوم أحدا في الربيع العربي وتتمنى لجيرانها من الدول العربية ما هو جيد وان تكون هناك علاقات توافقية بين الحكومات التي تمثل الشعوب العربية والشعوب في مصر وتونس وليبيا وسوريًا». وحول الخسائر الدبلوماسية التي تتعرض لها السياسة التركية قال أوغلو «ان تركيا تدعم أية عملية مبنية على اختيار الشعب»، واضاف «تركيا حققت النمو والازدهار في الوقت الذي تعاني منه بعض الدول من أزمة اقتصادية لأن السلطة اتت من الشعب». وقال «ان تركيا لديها علاقات حرجة مع مصر وبالتحديد مع الحكومة وليس الشعب، وأيضًا علاقات سيئة مع النظام السوري لأنه يقتل الشعب ولن تكون لها علاقات جيدة مع نظام قتل 150 ألف بالطائرات والدبابات والمدافع». من جهته قال وزير الخارجية البحريني أنه تطرق خلال مباحثاته مع وزير خارجية تركيا إلى قضيتين هامتين هما: الأزمة السورية، والأمن الإقليمي، وقال: (لقد أجريت مع أحمد داوود أوغلو مباحثات مثمرة ومفيدة تناولت العلاقات الثنائية المتنامية بين البحرين وتركيا في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها، وأيضا علاقات تركيا بمجلس التعاون لدول الخليج العربية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها قضيتين نوليهما أهمية خاصة، الأولى الأزمة السورية، حيث أكدت على دعمنا للجهود التركية للتخفيف من معاناة الشعب السوري). وأضاف: (أما القضية الثانية فهي الأمن الإقليمي, حيث بحثنا القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك حيث نقدر جهود الجمهورية التركية في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها). من جهته قال داوود اغلو (أن مملكة البحرين وجمهورية تركيا تحملان موقفا واحدا لقضايا مشتركة مثل القضية السورية والاستقرار بالمنطقة، وأن تركيا تهتم كثيرا في توطيد علاقاتها التاريخية وتطويرها مع مملكة البحرين في مختلف المجالات). كما أشاد وزير خارجية تركيا بالمبادرات التي اتخذها العاهل البحريني فيما يتعلق بإنشاء لجنة تقصي الحقائق، وحوار التوافق الوطني، مشيرا إلى أن تركيا تؤيد تلك المبادرات التي هي موضع تقدير كبير، مشددا على حرص الجمهورية التركية على استقرار مملكة البحرين (التي هي نموذج يحتذى بها في إرساء السلام والتعايش السلمي بين أبناء المجتمع البحريني)، منوها بعمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين تركيا والبحرين.