قدمت قطر الخيرية دعما طبيا عاجلا تمثل في تزويد المراكز الطبية بمحافظة الحديدة بالمستلزمات الطبية والأدوية، مما خفف المعاناة عن عشرات الآلاف من المرضى في المحافظة التي شهدت موجة نزوح كبرى من الأرياف والقرى إليها، وهو ما تسبب في زيادة الضغط على مستشفياتها، وخلق وضعا صحيا صعبا ضاعف حجم المعاناة، وزاد من المخاطر الصحية، خصوصا على الأطفال. وبحضور نائب مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة، ورؤساء المديريات، ورؤساء مكاتب الصحة في المديريات المستهدفة أطلقت قطر الخيرية حملة صحية عاجلة زودت بموجبها 6 مراكز طبية رئيسية بمحافظة الحديدة، يستفيد من خدماتها الطبية العلاجية والوقائية ما لا يقل عن 120 ألف شخص. وتهدف قطر الخيرية من وراء حملتها الصحية العاجلة إلى المساهمة في تحسين الوضع الصحي للمناطق المتضررة في الحديدة، خصوصا مديريات الشريط الساحلي، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وعلاج الأطفال والنساء المصابين بسوء التغذية، وتقديم الخدمات الطبية التخصصية للحالات الطارئة. مسح ميداني لتحديد المناطق الأكثر احتياجاً قال مدير مكتب قطر الخيرية باليمن نصر قايد الزعيم إن الحملة الصحية الجديدة التي أطلقتها قطر الخيرية لإغاثة أبناء محافظة الحديدة تعتبر امتدادا للحملة التي بدأت منذ 2016، والتي أطلقت بعد إجراء مسح ميداني لتحديد المناطق الأكثر حاجة للتدخل العاجل، خصوصا في مجال الخدمات الطبية التي شهدت تراجعا حادا، بسبب تردي الوضع الأمني والصحي والغذائي في جميع محافظات اليمن. وأوضح أن الحملة استهدفت مستشفيات مديريات «باجل، وبيت الفقيه، الجراحي، حيس، الخوخة، المراوعة»، وزودتها بالأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية، حسب النظام المعتمد للمراكز الطبية المعتمدة من وزارة الصحة العامة والسكان، وتقديم المساعدات العلاجية للحالات الصعبة التي لا يتوفر علاجها بالمحافظة. عيادة متخصصة لعلاج سوء التغذية قام مكتب قطر الخيرية في اليمن في وقت سابق بفتح عيادة لمعالجة سوء التغذية في محافظة الحديدة، وشارك في اجتماع عقدته المنظمات الدولية، والجهات الرسمية اليمنية لعرض التدخلات الحالية لإغاثة سكان محافظة الحديدة، وتقديم المساعدة لهم في المجالات الأكثر إلحاحا، كالأمن الغذائي، والصحة، والمياه والإصحاح، والإيواء، وبحث سبل مواجهة المشاكل التي تعوق العمل الإنساني، ومعرفة الخطوات الكفيلة بحل الأزمة الإنسانية في المحافظة. كما شارك المكتب في زيارة مخيم للنازحين في الحديدة والاطلاع على أحوالهم الإنسانية، وإجراء مسح مصغر للوضع، أظهر وجود 230 أسرة تعاني أوضاعا معيشية صعبة، نتيجة لفقد مصادر العيش التي كانوا يعتمدون عليها، حيث تسكن هذه الأسر حاليا في أكواخ غير مغطاة، مما يعرضها لأشعة الشمس نهارا، والبرد ليلا، ومختلف تقلبات الظروف المناخية، بالإضافة إلى معاناة تلك الأسر من نقص المياه التي تجلبها الأمهات من قرى مجاورة. الزعيم: النزوح ضاعف الضغط على المستشفيات أكد الزعيم أن الحملات الصحية والإغاثية لقطر الخيرية مستمرة لإغاثة المحافظات المنكوبة، مشيرا إلى أن العام 2017 سوف يشهد قيام قطر الخيرية بتغطية معظم المحافظات المنكوبة بمشاريع إغاثية وصحية، وفاء من الشعب القطري لإخوانهم اليمنيين. ولفت إلى أن حملة قطر الخيرية الصحية جاءت بعد توقف العديد من المستشفيات والمراكز الطبية في محافظة الحديدة عن الخدمة، وظهور الكثير من الأمراض والأوبئة والمشكلات الصحية، خصوصا لدى الأطفال، ونزوح أغلب سكان المدن التي تشهد قتالا، بالإضافة إلى نزوح سكان الأرياف إلى المدن، وذلك خلق أزمة صحية كبرى، وعجز المراكز الطبية عن استيعاب هذا العدد الكبير من المراجعين، من هنا تأتي أهمية تجهيز هذه المستشفيات باحتياجاتها من الأدوية والمعدات لكي تقوم بدورها المطلوب. ;