×
محافظة المنطقة الشرقية

قانون التظاهر يتصدى للعنف.. ولا يمنع المظاهرات

صورة الخبر

زاحم طلاب الدكتور محمد أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم السابق، في المرحلة الثانوية في المعهد العلمي في الرياض، حينما كان معلماً في المعهد قبل 50 عاماً، أبناء الفقيد في حمل الفقيد ومواراته في القبر، في منظر يؤكد مكانة الراحل لدى طلاب العلم الذين نهلوا من علمه. وسجلت جنازة الدكتور الرشيد - رحمه الله- الذي صُلي عليه في جامع الملك خالد في أم الحمام في الرياض عصر أمس، حضور الأمراء والمشايخ وطلاب العلم وأقارب الفقيد وجمع غفير من المواطنين والمقيمين في مشهد مهيب، يتقدمهم الأمير تركي بن عبد الله نائب أمير منطقة الرياض، والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي السعودية. د. محمد الرشيد وسطر أبو أحمد ابن المجمعة مثالاً للورع والتواضع ونشر العلم، كيف لا وهو من أوائل المعلمين في السعودية الذين مارسوا مهنة التعليم قبل 50 عاماً حينما كان معلماً في المرحلة الثانوية في المعهد العلمي في الرياض، حيث تناقل طلابه عنه كلمات تسطر بماء من ذهب عن العلم وفضله، حيث كان يردد :"لن يكون للتعليم أثر إيجابي مالم يكن عند طلابه شوق للتلقي". رحل الوزير المعلم وقد ترك خلفه تركة علمية ثقيلة، وتاريخ من الكفاح في التعليم، ورغبة جادة في تطوير التعليم، فيحسب له أنه أول من أدخل برنامج تدريب المعلمين في الوزارة، فهو يرى أن تطوير أداء المعلمين سبب رئيس في نهوض التعليم في البلاد. ولعل اتفاق المعارضين والمؤيدين له على حرصه على نشر العلم بين الطلاب وسماحته مع خصومه، هو الذي أوجد سيلا من الحب والدعاء له حين سماع خبر وفاته من الجميع. يقول الدكتور محمد القنيبط أحد مخالفيه في تغريدة له أمس، :"كتبت انتقد بشدة جانبا من عمل الوزير الدكتور محمدالرشيد، فبارزني في مجلة اليمامة. لقد كان فارساً نبيلاً لا يَطعن من الخلف، تغمّده الله بواسع رحمته". وقال لـ "الاقتصادية" الأديب عبد الله الشهري رئيس النشاط الثقافي في تعليم الرياض، إن المرحوم له من اسمه نصيب، فهو رشيد في تصرفاته، حكيم في معالجة الأمور، فضله على التعليم لا يذكر، مبادراته عديدة. وأضاف الشهري كنت أزوره كثيراً وأحضر مجلسه الثقافي الذي كان ينبوعاً للعلم والأدب، ولا أنسى ممازحته لي حينما أهديته رواية "الشمس التي رحلت"، فقال مداعباً: كيف الشمس ترحل!". كانت حياته ثرية بحب العلم والتعليم، فالدكتور محمد الرشيد ولد عام 1363هـ، 1944م، في المجمعة. حصل على بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1964م، ثم على ماجستير في إدارة الأفراد في الجامعات من جامعة إنديانا الأمريكية 1969م، نال الدكتوراه في إدارة التعليم العالي من جامعة أوكلاهوما الأمريكية 1972م. بدأ حياته العملية مدرسا في المرحلة الثانوية في المعهد العلمي في الرياض 1964م، ثم عين معيدا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في مكة المكرمة 1965م، وترقى في السلك الأكاديمي في جامعة الملك سعود فعين أستاذا مساعدا 1392هـ، 1972م، ثم أستاذا مشاركا 1399هـ، 1979م. تولى عمادة كلية التربية في الجامعة خلال الفترة من 1976-1979م، وفي 1979م إلى 1988م عين مديرا عاما لمكتب التربية العربي لدول الخليج، وخلال توليه هذا المنصب شارك في تأسيس جامعة الخليج العربي في البحرين وشغل منصب نائب رئيس الهيئة التأسيسية لها. وفي 1989م عاد إلى السلك الأكاديمي مرة أخرى بدرجة أستاذ إلى 1994م، حين عين عضوا في مجلس الشورى، وفي 1995م عين وزيرا للمعارف «التربية والتعليم حاليا»، وجدد له في 1999م، ثم جدد له مرة أخرى 2003، 2005.