يتجه عدد من المرضى النفسيين إلى مقاضاة إحدى المراكز المتخصصة في علاج الأمراض النفسية، بعد ترويجه لدعاية عن جهاز ألفا ستيم برغم أنه غير مرخص في المملكة، وهو ما أخّر علاجهم بعد استخدامه. واعتبر هؤلاء المرضى أنهم وقعوا في خطأ طبي يلزم أولاً وزارة الصحة بالتدخل الجريء في قضيتهم؛ فضلاً عن تدخل مماثل من هيئة الغذاء والدواء، مع عدم الاكتفاء بتصريحات فقط؛ للتحذير من هذا الجهاز دون اتخاذ خطوات حازمة ومعلنة. وأكدت إحدى المريضات لـالمواطن، أنها ضحية هذا الجهاز، وما تعرضت له من مضاعفات صحية بسببه، وهو خطأ طبي كبير. وقالت المريضة: إنها تَقَدّمت لوزارة الصحة بشكوى لمحاسبة المتسببين في بيع هذا الجهاز، الذي كانت تعتقد أنه سيُحسن وضعها النفسي؛ ولكنه زادها سوء. ولفتت إلى أنها أنفقت على الجهاز 5 آلاف ريال؛ برغم وضعها المادي المتدني؛ ولكن من أجل البحث عن العلاج ضغطت على وضعها الاقتصادي حتى وفرته. وتفاجأت المريضة بتصريحات وزارة الصحة وهيئة الغذاء واللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية؛ للتحذير من تداعيات هذا الجهاز وأنه غير معترف به. وأكد أنها ستتجه لمقاضاة المتسبب وإعادة رأس المال عداً ونقداً وتعويضها كذلك عن تفاقم حالتها النفسية، بعد أن لجأت لعيادات الطب النفسي، ووجدت بالفعل أن الجهاز كان السبب بعد أن أوهمها المركز الذي روّج دعايته بترك الحبوب التي كانت تستخدمها. وذكرت أن المركز قال لها: لا يوجد سبب لتناول الدواء لآثاره الجانبية التي تكون هي في غنى عنها. وعن تدريبها على الجهاز، أشارت المريضة في حديثها لـالمواطن، إلى أنه تم إرشادها إلى طريقة الاستعمال عن طريق موظفة الاستقبال فقط بوضع سماعات متصلة به لمدة 3- ٥ ساعات يومياً. وشدد على أن المركز أشاروا عليها باستعماله مدى الحياة؛ لكنها استخدمته لمدة شهر ونصف الشهر فقط، وشعرت خلال هذه المدة القصيرة بدوار وألم شديد في الرأس؛ قائلة: استمررت بوضعي السابق بدون أي تَحَسّن أو تطور بل زاد الحالة سوءاً. من جانبه، كشَف الدكتور عبدالله الملحم استشاري الطب النفسي بالمستشفى الجامعي بالخبر لـالمواطن، أن مريضة عمرها ٢٦ عاماً زارته في العيادة، وتم تشخيصها بمرض ثنائي القطب (نوبة اكتئاب)؛ حيث كانت تستخدم جهاز ألفا ستيم؛ ولكن بدون فائدة تُذكر، مع تفاقم حالة الاكتئاب لتأخر الوصول إلى الدواء المناسب. وعلمت المواطن، عن تذمر مرضى نفسانيين آخرين بصدد رفع شكاوى للجهات ذات العلاقة حول الجهاز نفسه. في المقابل، أكدت جمعية الطب النفسي، في تصريح رسمي سابق، أن جهاز ألفا ستيم غير مرخص من هيئة الغذاء والدواء ويفاقم حالات المرضى. وقالت الجمعية، في بيان لها: إنه انطلاقاً من رسالة الجمعية في خدمة المرضى النفسيين؛ فإن الجهاز المشار إليه يفاقم حالات المرضى، وهو موقف اتخِذ بعد مراجعة الأبحاث العلمية التي وردت بهذا الخصوص مراجعة دقيقة. وأشارت إلى أن فاعلية جهاز ألفا- ستيم غير مدعومة ببراهين علمية تكفي لإدراجه ضمن الأساليب العلاجية التي يمكن لأي جهة علمية أو مهنية أن توصي به لعلاج الاضطرابات النفسية. وشددت على أن الجهاز غير مصنف ضمن التوصيات العلاجية المبنية على البراهين لأي جمعية للطب النفسي في العالم؛ مستبعدة أنه يؤدي إلى علاج الأمراض النفسية خلال الوقت الراهن. وأبدت تخوفها من تفاقم حالات المرض؛ فضلاً عن تحملهم لتكاليف علاجية غير مبررة علمياً. وأرسلت الجمعية تقريرها العلمي المفصل حول استخدام أجهزة استثارة الدماغ الكهربائية مثل جهاز ألفا- ستيم للجهات الرسمية ذات العلاقة. وكشفت وزارة الصحة من جانبها، في بيان قبل شهرين تقريباً، حول هذا الجهاز، عن تحذيرها من جهاز ما يسمى بـاستثارة الدماغ الكهربائية الذي تم الترويج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام. وبينت الوزارة، أن اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية قامت بمتابعة الموضوع والتنسيق مع الجهات العلمية المختصة؛ حيث اتضح أن هذا الجهاز غير مرخص ولم يثبت فائدته العلمية. ووجهت جميع مديريات الشؤون الصحية في المناطق والمحافظات بالمرور على العيادات النفسية المتخصصة، أو ضمن مجمع طبي أو مستشفى أو أي مؤسسة صحية خاصة؛ للتأكد من عدم وجود هذ الجهاز ومخالفة من يقوم ببيعه أو يروّج له أو يستخدمه في علاج المرضى، وباتخاذ العقوبات النظامية اللازمة بحقه.لم يختلف موقف هيئة الغذاء والدواء، عن وزارة الصحة؛ حيث أكدت أنه لم يصدر ترخيص للجهاز المشار إليه. وقالت، في بيان مطول: إن للجهاز ممثلاً معتمداً من الهيئة في المملكة، وللجهاز طرازان: الأول (Alpha- Stim AID)، وهو جهاز يستخدم تقنية التحفيز الكهربائي للدماغ التي تُعتبر شكلاً من أشكال التحفيز الخارجي للدماغ، بتطبيق نبضات من تيار كهربائي منخفض من طريق أقطاب موصلة بشحمة الأذن؛ لتخفيف اضطرابات القلق والأرق والاكتئاب بحسب ادعاءات الشركة المصنعة. وأفادت أن الطراز الثاني المسمى (Alpha- Stim M)، ويستخدم تقنيتين هما التحفيز بالتيار الكهربائي الدقيق مايكرو من طريق الجلد باستخدام أقطاب يدوية أو مسابير لتخفيف الألم؛ بحسب ادعاءات الشركة المصنعة، والتحفيز الكهربائي للدماغ (CranialElectrotherapyStimulation)، ويتم استخدام التيار الكهربائي عبر أقطاب موصلة بشحمة الأذن؛ لتخفيف اضطرابات القلق والأرق والاكتئاب بحسب ادعاءات الشركة المصنّعة. وكشفت الهيئة أنه تَقَدّم لها الممثل القانوني في فبراير الماضي؛ للحصول على إذن بالتسويق للمنتجين السابقين؛ لافتة إلى أن الجهاز لا يزال يخضع للإجراءات والمراجعة للمستندات الفنية كافة، والدراسات والأدلة السريرية؛ للتأكد من سلامته وفعاليته. وأكدت أنها لم تفسح للجهاز أو لتسويقه حتى تاريخه؛ مشيرة إلى أن فِرَق التفتيش زارت الممثل القانوني والمستورد للجهاز للتحقق من امتثال الشركة لمتطلبات لائحة رقابة الأجهزة والمنتجات الطبية، وعليه تم إيقاف تسويق الجهاز لحين استيفاء متطلبات وإجراءات الحصول على الإذن بالتسويق، وإيقاف جميع الحملات الدعائية الخاصة بالجهاز، لعدم حصوله على ترخيص دعاية من الهيئة. يمكنك الوصول للخبر بسهولة عن طريق الرابط المختصر التالى :