أمام شواهد تاريخية، وفي أجواء ثقافية؛ احتفلت مدينة الأقصر المصرية بافتتاح بيت الشعر، أمس، الذي يقع في مكان مميز بالمدينة التاريخية، مطلاً على طريق الكباش الأثري، الذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر. العويس: خيوط الشارقة البهية قال رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، عبدالله بن محمد العويس: جئنا إلى الأقصر كي نمد خيوط الشارقة البهية لتعانق أبواب الأقصر والتاريخ؛ لنسطر سوياً مثابة للثقافة، ومنارة للشعر جاذبة وحاضنة وراعية وحانية على الأديب والشاعر، وليرتفع فيها إبداع الشعراء، ولتتواصل أطر الثقافة العربية، مجددة نشيدها، وحاملة راية الازدهار بفضل تلك الرعاية التي يجب أن تكون حافزاً لإطلاق الطاقات الشعرية وإدامتها. جئت إليكم محملاً بتحيات حضرة صاحب السمو حاكم الشارقة، صاحب هذه المبادرة الكريمة إلى الشعراء والأدباء، ليس في الأقصر وحسب، ولكن لكل شعراء وأدباء مصر، الذي يرى فيهم أمل النهضة والعبور نحو المستقبل العربي المشرق من بوابة الشعر والإبداع. رعاية المبدعين قال الشاعر حسين قباحي إن بيت الشعر بالأقصر يستهدف رعاية الشعراء والمبدعين ليس في المدينة فحسب بل في مصر كلها، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، واكتشاف المواهب الشعرية في القرى والنجوع، كما سيعنى بإقامة أنشطة دورية وندوات وأمسيات ومهرجان شعري سنوي بالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية. وأضاف لـالامارات اليوم: إن البيت سيكون منفتحاً على المؤسسات والمدارس وجامعات الصعيد، وسيذهب للنجوع والقرى، ولن يألو جهداً سواء في رعاية الشعر والشعراء أو في الحفاظ على اللغة العربية. وعبّر وزير الثقافة المصرية، حلمي النمنم، خلال تفقده مرافق بيت الشعر، وما يحوي من قاعات عن سعادته، بتنفيذ هذا المشروع الثقافي، مشيداً بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم الثقافة العربية بجميع أقطار الوطن العربي، شاكراً هدايا سموه المتتالية التي يقدمها لمصر وشعبها. وأضاف النمنم في كلمة خلال افتتاح بيت الشعر: نحن في حضرة النيل الخالد وأمام شواهد التاريخ بين معبدي الأقصر والكرنك، في لحظة لا أبالغ لو قلت إنها لحظة تاريخية، نطل من خلالها على إبداع الكاتب المصري، وعلى ذلك الواقع الثري على أرض مصر، التي طالما أنجبت للوطن العربي والعالم مبدعين على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم، ولعل هذه الإضافة الكبيرة، والإنجاز المتميز الذي نجتمع له اليوم، وهو بيت الشعر الذي يقام على أرض طيبة وهي عاصمة الحضارة، وهو لبنة مهمة، ونافذة كبيرة على الحركة الشعرية على مستوى أكثر رحابة. وأضاف وزير الثقافة المصرية أن هذا المكان يعد الوحيد المهتم خصيصاً بالشعر العربي، والارتقاء به والمحافظة عليه، ومن هذا المنطلق أتقدم بخالص الشكر والتقدير باسمي وباسم المثقفين والشعراء المصريين على هذه المبادرة الكريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة، ونتمنى مزيداً من التوفيق في مساعي إنشاء بيوت الشعر بكل الوطن العربي. مشروع كبير من جانبه، قال رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، عبدالله بن محمد العويس: استمراراً واستكمالاً لبناء منظومة بيوت الشعر بالبلدان العربية، ذلك المشروع الكبير الذي أسسه ورعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فإننا اليوم مع الوعد، وفي الموعد، لافتتاح بيت الشعر في مصر الكنانة، مصر العروبة والعرب، منها مبتدأ الحكاية والحرف والأبجدية، وها نحن نبدأ من مدينة الشمس، الأقصر، أعرق المدن، وصانعة الحضارة. اليوم ينطلق من بيت الشعر، هنا صوت الشعر العربي، هنا بيت الشعر الذي سيتوقف عنده التاريخ؛ ليحل فرادة هذا المشروع التاريخي، الذي يدفع بالحراك الشعري العربي، ويقدم الدعم المعنوي والمادي للشعر والشاعر، ويحافظ على ديمومة وألق الشعر العربي؛ ليتجدد دوماً مع احتفاظه بأصالته وعراقته وتاريخه. وأضاف العويس: هنا بيت الشعر الذي سيحتضن المواهب، ويكشف عن مكامن الإبداع، ويقدم يد العون للشاعر الذي نحتاجه؛ كي يفتن ويبدع، ويجوّد، وحتى يستمر صوت الشعر معبراً عن هوية الأمة، متوهجاً ببهائه نحو الآتي الأجمل. مشروع الشارقة النهضوي الذي يحظى برعاية ومتابعة صاحب السمو حاكم الشارقة - صاحب الرؤية الفكرية والثقافية الذي أراد أن يمد شعاع نوره وألقه إلى عموم الوطن العربي؛ للنهوض بالثقافة والأدب في كل مجالاته: المسرحية والفنية والإبداعية، وما بيت الشعر إلا مظهر من مظاهر هذه الرعاية وذلك الاهتمام. امتداد أصيل من ناحيته، قال محافظ الأقصر، الدكتور محمد بدر: تعبر مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتأسيس بيت الشعر في محافظة الأقصر عن اهتمامه بالمثقف العربي عموماً، والمصري خصوصاً، وتشجيعه في كل المجالات الأدبية، معبراً عن سعادته البالغة بأن تكون الأقصر مقراً لهذه المبادرة. ورحب بالجميع على أرض مصر، وأضاف: على هذه الأرض الطيبة من أرض مصر قامت ونشأت حضارة عظيمة تقدم الخير والمحبة والسلام للإنسانية جمعاء، وتقدر الفن والإبداع وتسعى للجمال وترعى قيم الحق والعدل والجمال عنوانها الكتابة والحرف، وطريقتها في التعبير تعتمد على الرسم والنحت والبناء والتشييد، ولعل إطلالة هذا البيت العامر بكم على طريق الكباش نعتبرها امتداداً أصيلاً لكل ذلك. وتابع المحافظ: بكل الاعتزاز والتقدير والشكر تستقبل محافظة الأقصر وشعبها هذه المبادرة الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بإنشاء وإقامة بيوت الشعر في أرجاء الوطن العربي كافة، وتؤكد أن اختيار مدينة الأقصر لتكون مقراً وحاضناً للشعر والإبداع، دليل على تقديره واعتزازه الدائمين لمصر وشعبها. حضر حفل الافتتاح القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات بمصر خليفة الطنيجي، وعدد من المثقفين والإعلاميين والشعراء. وتلت حفل الافتتاح قراءات لعدد من شعراء مصر، هم: حسن عامر، محمد العارف، عبيد عباس، أحمد جمال مدني وحسين سعيد، وقدمهم الشاعر حسين قباحي.