الظروف المحيطة بنا، تفرض أشد حالات اليقظة والمسؤولية على كل إنسان يحب هذه الأرض. هذه مسألة مهمة جدا، وتستحق أن تأخذ جزءا من اهتمام الناس رجالا ونساء. أبرز الأمور التي تفرض استحقاقاتها عدم الانسياق خلف الشائعات. إن هناك كما مهولا من المعرفات على “تويتر” وسواه، تمارس حرب شائعات مستمرة. وهي أحيانا تستغل صورا ذات مظهر إيجابي من أجل تمرير ودس معلومات مغلوطة. قد يجد المرء نفسه، وهو يسير في الشارع، أمام ظاهرة مريبة تستلفت انتباهه، ولكنه يؤثر أن يتجاهلها، وهذا خطأ، فالأجدى تنبيه الأجهزة الأمنية للمسألة. الأمر لن يكلف المرء سوى مكالمة صغيرة ومجانية من هاتفه للإبلاغ عن هذه الحالة. إن الإرهابي، الذي يتوسل بالدين، يضع في ذهنه أهدافا متعددة، فقد طالت أياديهم الغادرة مواطنين ومقيمين، ورجال أمن، وأماكن عبادة. إن فكرة الاصطفاء التي تم تسويقها بدأب في أذهان بعض غلمان “داعش” و”القاعدة” وما سواهما من محاضن التطرف، هي الفكرة ذاتها التي تستخدمها حشود الشيعة في العراق. لقد قتلت “داعش” في العراق مسلمين ونصارى ويزيدين عربا وأكرادا. وقد كان للميليشيات الشيعية ردات فعل مشابهة، فقد تغولت هذه الميليشيات على أبناء السنة هناك. هذا القتل العبثي، الذي يسود بين متطرف من هذا الطيف ومتطرف من ذاك الطيف، علاجه في الوعي، وممارسة المسؤولية تجاه المجتمع، وإعلاء قيم المواطنة وعدم الانسياق إلى الخوض في نقاشات وطروحات لا تستهدف الحق، وإنما ترنو لتكريس الفرقة. إن النموذج العراقي والسوري والليبي... إلخ. كل هذه النماذج تفرض على المخلصين التصدي لمحاولات “داعش” وأشياعها والمتمصلحين من وجودها، وعدم السماح لهم بالنفاذ من خلال نفق الفتنة الطائفية.