شكا إداريون ومعلمون في المرحلة الثانوية (نظام المقررات) من تأخر وصول الكتب إلى المدارس، ووصفوا ذلك بأنه «تعطيل للخطة الدراسية» و«مفاجأة» لم تكن متوقعة. وأطلق بعضهم ما أسموه «مبادرة نسخ» لـ«استغلال الوقت والبدء في الدراسة، بيد أن المبادرة ذاتها أدت لاستياء عدد كبير من أولياء الأمور» ولتأخير توزيع الكتب عادت المطالبة بـ«الكتاب الإلكتروني واستخدام التطبيقات عوضاً عن الكتب المطبوعة». وقال مسؤول إداري في مدرسة ثانوية (فضّل عدم ذكر اسمه): «إن تأخير وصول الكتب إلى المدارس يؤدي إلى تعطيل الخطة الدراسية، ويجعل أولياء الأمور في حال تساؤل وتواصل مستمرين مع المدرسة». وبحسبهم فإن إدارات المدارس لا تملك إجابة كافية تقنع أولياء الأمور حول سبب التأخير. من جهتها، قالت المرشدة الطلابية شذا المسجن لـ«الحياة»: «للمرة الأولى منذ سنوات نفاجأ بعدم وصول الكتب إلى المدارس، التي اعتدنا أن تكون متوافرة فيها قبل إقفال المدارس أو مع بدء العام الدراسي، وعدم توافرها يعوق انتظام الدراسة، ويسبب ربكة في سير الحصص بشكلها المفترض، ووصلت أعداد لبعض المقررات مع الوعود بوصول بقية الكتب مع بداية هذا الأسبوع، آملين أن تقف مبادرات طباعة ونسخ الكتب خارج المدرسة»، مبينة أنه تم إخبارها بأن الكتب انتهت من الطباعة، وتبقى الغلاف، فيما وصلت بعض النُسخ إلى بعض المدارس. وفي إحدى مدارس المقررات للبنين لم يتسلم الطلاب إلا منهج الحاسب، في الوقت الذي وزعت فيه المدرسة جدول الحصص الدراسية، وأكد أحد المعلمين أنه يعتمد الفصول المتنقلة كقاعات المحاضرات في الجامعات، ومن المخجل أن يلتزم الطلبة بالحضور، والتنقل بين الصفوف وفق الجدول من دون تلقي مادة للدراسة، ما أدى إلى مطالبة بعضهم بالنقل من مدارس المقررات إلى النظام الفصلي، خوفاً من مرور الأسبوعين الأولين من دون اطلاع على المنهج وتحديد النقل أو الاستمرار باعتبار نظام المقررات جديداً عليهم. ولم يقتصر تأخير الكتب على نظام المقررات، إذ قالت إحدى المعلمات: «نحن في مدارس التعليم الفصلي لم تصلنا الكتب، وبلغنا أن الدمام تم توزيع كتبهم قبل يومين، ومن المحتمل أن توزع علينا الأسبوع المقبل». من جهته، أوضح مدير مدرسة ثانوية أهلية في الرياض لـ«الحياة» أن المدارس الأهلية لم تتأثر بإيقاف عقد الشركة المتعهدة لمقاصف المدارس الحكومية، لكونها متعاقدة مع متعهد من داخل إدارة المدرسة، إلا أنه بصفته وليّ أمر طالب استاء من تحول حقيبة كتب ابنه إلى حاملة أغذية، بدلاً من الكتب، إذ لم يتسلّم كتبه حتى تاريخ اليوم، مطالباً بالرفع إلى مكاتب التربية للبحث عن المتعهد، وقال: «تم توفير كل شيء إلا الكتب، وواجهنا إحراجات مع أولياء الأمور، بسبب تأخرها». وعزا التأخر إلى عدم الاتفاق مع المطابع لتوفير الكتب قبل بدء الإجازة الصيفية، وقال: «لو تم عقد اتفاق مسبق لتسليم الكتب قبل التمتع بالإجازة، لما واجهنا هذه الصعوبات». وحول محاولاتهم لمعالجة الوضع، قال: «حاولنا قدر المستطاع التمهيد للطلاب، ولكن تأخر تسليم الكتب أدى إلى غيابهم».