×
محافظة المنطقة الشرقية

معين شريف في حوار ساخن: عاصي الحلاني «مش شغلتو التمثيل» وعلي وحسين الديك شوّها الفن

صورة الخبر

أثار إعلان "أيمن الظواهري"، مبايعة الملا "أختر منصور"، زعيم حركة "طالبان" الجديد، كثيرا من التساؤلات حول دلالات وتداعيات هذه البيعة، خاصة أن زعيم "القاعدة" ظل مختفيا لما يقرب من عام، رغم التطورات الكبيرة التي شهدها "التنظيم" وفروعه المختلفة، خاصة في ظل التمدد "الداعشي" في المنطقة العربية، ولم يظهر إلا من أجل الإعلان عن البيعة، وكان "الظواهري" قد أعلن من خلال تسجيل صوتي تجديد بيعة القاعدة لقيادة طالبان، قائلا: "إني بوصفي أميرا لجماعة قاعدة الجهاد، أتقدم إليكم ببيعتنا لكم، مجددا نهج الشيخ أسامة وإخوانه الشهداء الأبرار في بيعتهم لأمير المؤمنين الملا محمد عمر، وأبايع الملا أختر منصور". دلالات المبايعة وفقا لدراسة أعدها المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية في القاهرة. فإن خروج الظواهري السريع بعد اختفاء طويل كي يعلن مبايعة الملا "أختر منصور" زعيم حركة “طالبان” الأفغانية، من خلال تسجيل صوتي نشرته مؤسسة "السحاب" التابعة لـ“القاعدة”، يحمل عددا من الدلالات، من أهمها: الإسراع في البيعة: حيث من اللافت للنظر سرعة استجابة "الظواهري" للقيادة الجديدة لطالبان؛ حيث أعلنت الحركة تولي الملا "أختر منصور" قائدا جديدا في 31 تموز (يوليو) 2015، وأعلن الظواهري بيعته للزعيم الجديد في 1 آب (أغسطس) 2015، أي بعدها بساعات، وهذا ما جعل البعض يوجه الانتقادات لزعيم "القاعدة" لعدم التريث في البيعة للقائد الجديد، رغم الخلافات الدائرة حوله داخل أروقة الحركة بسبب وجود شبهات حول علاقته بالمخابرات الباكستانية، الأمر الذي دفع أنصار تنظيم داعش إلى السخرية من "الظواهري" بالقول إنه "بايع المخابرات الباكستانية"، وهي إشارة إلى خضوع "الظواهري" "للمخابرات الباكستانية" بسبب خضوعه للملا "أختر منصور". البيعة المحلية: مبايعة زعيم "القاعدة" الواسعة والفضفاضة وغير المحددة المعالم للملا "أختر منصور"، التي لا تترتب عليها التزامات محددة، من أهم أهدافها المنافسة الصريحة لتنظيم داعش من خلال مبايعة قائد "طالبان" الجديد على إقامة "الخلافة الإسلامية"، في حين أن حركة "طالبان" معروف أنها حركة "إسلامية قومية" ترتكز إلى "العرق البشتوني" بشكل أساسي، ولا تدعي أنها حركة جهادية عالمية، ولا تتضمن أجندتها التوسع خارج أفغانستان، ولم تنفذ أي عمليات جهادية خارجية، وهو الأمر الذي دعا بعض قيادات في الحركة وحركات جهادية أخرى كجماعة "جند الله" البلوشية إلى التخلي عن بيعة "طالبان" والالتحاق بتنظيم داعش. مبايعة الظواهري لمنصور رغم اختلاف قيادات «طالبان» حوله نكاية بـ "داعش" وتمدده المفترض في أفغانستان وباكستان. الهروب من الفشل: يبدو أن مبايعة الظواهري السريعة لقيادة طالبان، تهدف إلى تثبيت الارتباط بـ "الإمارة الإسلامية" في أفغانستان، من أجل الهروب من الإخفاقات المتتالية التي أصابت "القاعدة" عقب تولي "الظواهري"، خاصة عدم القدرة على منافسة تنظيم داعش، إضافة إلى الانتكاسات الأخرى، وعلى رأسها عمليات الاختراق الكبيرة للتنظيم، التي أدت إلى تصفية معظم قياداته، من أمثال: أبو يحيى الليبي (2012)، وقاري عبيد الله منصور (يناير 2015)، ثم عدنان شكري جمعة (ديسمبر 2015)، وبعدها مقتل آدم غدن (أبريل 2015)، وحتى فرع "القاعدة" الجديد الذي أطلق عليه "قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية" بزعامة الملا "عاصم عمر"، لم يخرج عن حدود الإعلان، ولم يتمكن من تحقيق أي إنجازات تذكر، بل إن نائب أمير التنظيم "أحمد فاروق" قد قتل في قصف جوي أمريكي بتاريخ 15 كانون الثاني (يناير) 2015. نزع الشرعية عن "داعش": ظهر من تسجيل مبايعة "الظواهرى"، أن كل ما يشغل الرجل حاليا هو محاولة نزع شرعية تنظيم "داعش"، والطعن والتشكيك في صحة خلافة "أبو بكر البغدادي"، أكثر من اهتمامه بالتنظيم الذي أصبح يعاني كثيرا من الأزمات، من خلال تأكيد الظواهري أن "الإمارة الإسلامية" التي أقامتها "طالبان" في أفغانستان كانت "أول إمارة شرعية بعد سقوط الخلافة العثمانية، وأن كل من بايعوا بن لادن و"القاعدة"، "دخلوا في البيعة"، ولعل هذا ما جعل الملا "أختر منصور" يبادر سريعا إلى الإعلان عن قبول بيعة "الظواهري". تداعيات البيعة مبايعة قائد تنظيم "القاعدة" للملا "منصور" على الإمامة، يبدو أنها جاءت كمحاولة منه لحل إشكالية ومعضلة الخلافة التي كان يعانيها هو وأتباعه، في مواجهة أتباع تنظيم داعش، ليؤكد لمنافسه "البغدادي"، أنه ليس متفردا بمنصب "الإمامة"، وأن القاعدة أيضا لها إمام تدين له بالولاء، ودولة إسلامية تنتمي إليها في أفغانستان، وهذا ما جعل "القاعدة" تبدو من خلال هذه "البيعة" وكأنها أصبحت تدور في فلك حركة "طالبان"، لذا فإن هذه البيعة من المحتمل أن يكون لها عدد من التداعيات على تنظيم "القاعدة"، من أهمها: - وجود حالة من السخط في صفوف القاعدة، فمن المحتمل أن يؤدي الاهتمام الكبير من قبل زعيم تنظيم "القاعدة" "أيمن الظواهرى" بمبايعة قيادة طالبان الجديدة، وسرعة التفاعل مع قيادة الحركة الجديدة، في حين اختفاء هذا التفاعل مع أزمات التنظيم وفروعه - إلى حدوث حالة من السخط في صفوف "القاعدة" وقياداتها المختلفة، خاصة أن زعيم "التنظيم" لم يهتم بنعي عديد من قيادات تنظيمه الذين قتلوا أخيرا، كما حدث عند مقتل "مختار عبد الرحمن" أبو الزبير زعيم "حركة الشباب" الصومالية التي بايعت القاعدة في عهد الظواهري، وهو الأمر الذي تكرر مع مقتل ناصر الوحيشي زعيم القاعدة في اليمن الذي عينه الظواهري نائبا له عام 2013، كما لم تصدر أي بيانات مكتوبة أو مسجلة للظواهري حول تعيين القادة الجدد لهذه الفروع، في حين لم يتأخر الظواهري عن بيعة "أختر منصور" زعيما لـ"طالبان". استعداء بعض الفصائل في "طالبان"، حيث إن مبايعة "الظواهري" السريعة للقيادة الجديدة في حركة "طالبان"، برغم حالة الانقسام داخل الحركة حولها - من المحتمل أن تؤدي إلى إيجاد حالة من العداء تجاه التنظيم من قبل المجموعات المعارضة لتولي "منصور" داخل الحركة، بسبب تحفظها على شخصية "أختر منصور"، خاصة أن بعض هذه المجموعات كانت تفضل اختيار نجل الملا "عمر" الأكبر "المولوي محمد يعقوب"، وبعضها الآخر كان يرغب في تولي رئيس المجلس العسكري لحركة "طالبان" الملا "قيوم ذاكر"، وبالتالي فإن هذه المجموعات غالبا ما ستكون على عداء مع تنظيم "القاعدة"، وبالتالي فإن "القاعدة" سوف تفقد "الدعم الكلي" من حركة "طالبان"، ليتحول إلى "دعم جزئي" يمكن أن تفقده "القاعدة" إذا ما تغيرت القيادة لمصلحة المجموعات المعارضة، ما سيجعل مستقبل "التنظيم" في خطر. وأخيرا، يبدو أن أكبر المستفيدين من تداعيات مبايعة زعيم "القاعدة" للقيادة الجديدة في "طالبان"، سوف يكون تنظيم داعش المنافس لكل منهما، خاصة أن هذه البيعة قد أدخلت "القاعدة" في حالة من العداء مع بعض الأجنحة القوية داخل حركة "طالبان" والرافضة لتولي أختر منصور، ما سيوثر في دعم "الحركة" لتنظيم "القاعدة" في المستقبل، ما سيكون له تأيره السلبي في "التنظيم". ومن ناحية أخرى فإن اهتمام "الظواهري" بمبايعة "طالبان" وقيادتها الجديدة، أكثر من اهتمامه بقيادات تنظيمه وفروعه المختلفة - سوف يثير حالة من الاستياء داخل شبكة "القاعدة"، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الانشقاقات في المستقبل، خاصة في ظل الهجرة المتتالية للمجموعات "القاعدية" للانضمام إلى "داعش"، وبالتالي فإن تطورات مبايعة "أمير القاعدة" لقيادة "طالبان الجديدة" سوف تصب في مصلحة تنظيم داعش الذي يسعى دائما إلى التمدد في "الفضاء الجهادي" على حساب تنظيم "القاعدة".