مرة أخرى، وهذه المرة بشكل إنساني بحت يلامس مباشرة حياة نحو 10 ملايين شخص، تطلق الإمارات وبتوجيهات من رئيسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، حملة كبرى لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن، ومن تأثرت أوضاعهم نتيجة الأزمة التي عصفت بالأخضر واليابس، قتلاً ودماراً بأيدي الحوثي وجماعة المخلوع علي عبدالله صالح، فجاء القلب الكبير ملبياً نداء الواجب تجاه الشقيق، في محنة لم يخترها، ولم يكن له دخل فيها، فهب يسانده في حب كبير حتى يتمكن من تجاوز ما ألم به وتوفير احتياجات سكانه ومتطلباتهم الأساسية تخفيفاً عن وقع معاناة كبرى. هكذا هي الإمارات عند الشدائد حاضرة، وبجانب الأشقاء واقفة في الضراء قبل السراء، بالخير والعطاء أيديها ممدودة، عطاء يجسد متانة العلاقات بينها وبين اليمن الشقيق الذي كاد أن يصبح لقمة سائغة لقوى تكالبت عليه، وحاولت إخراجه من سرب عروبته الثابت في الأرض ثبات الحق والعدالة. الحملة التي ستنطلق اعتباراً من اليوم ترعاها هيئة الهلال الأحمر، وتستهدف رفع المعاناة عن الشعب اليمني، والجميع معني بها، فالشعب الأعزل من كل شيء يجد صعوبة في تأمين احتياجاته الأساسية من غذاء وكساء ودواء في الوقت الحالي، ليصبح بعد ذلك في حاجة إلى ما هو أكبر من ذلك في بلد تنقصه التنمية الشاملة، وقد أصبح حطاماً يحمل أطلالاً وذكريات التي بطبيعة الحال ليست سارة. إعادة الحياة إلى اليمن وجعل شعبه يتمتع بأبسط قواعد الحياة المناسبة يحتاجان إلى وقفات كبيرة تحيل اليابس أخضر، والأسود أبيض، وتجعل القبيح جميلًا، وقد تمكن القبح من جمال نفوس أرهقها البؤس واليأس من تجاوز ما مرت به. عونك يا يمن حملة إنسانية فيها من الخير الكثير، تعلن أن الهم واحد، والألم كذلك واحد، والقلب هنا سمع أنين وأنات الشقيق، وأعلن بقوة لبيك يا يمن.. عونك يا يمن، عون يخرج من القلب ليصل مملوءًا بالحب إلى القلب، يخفف عنه ويشعره بأنه ليس وحيداً في عالم متلاطم، تغيراته لا تتوقف، ومستجداته لا تهدأ.