الزوجة الثانية.. صراع دائم ومتكرر في كل وقت ومكان، صراع يدفع ثمنه الأبناء الذين يخوضون رحلة طويلة مع المتاعب بعد رحيل الأب، خاصة إن لم يوفر لهم منزلاً يستقرون فيه.. رحلة عنوانها الألم والشقاء بالنسبة إلى الابن الأكبر، الذي يتحمل المسؤولية في عمر صغير، ويصارع الحياة من أجل توفير حياة كريمة لأهله، ويتنازل عن ملذات الحياة من أجل توفير ضرورات الحياة لإخوته ووالدته. عن حق أو خطأ، يقدم بعض الآباء على زرع المتاعب في طريق الأبناء، وفي كل الأحوال لا ينظر هؤلاء إلى وقع الزواج الثاني على أبنائهم، ولا التفكير في ضمان سلامة الأسرة والحفاظ عليها بعد رحيلهم، خاصة أن النزاعات تمتد آثارها بين الإخوة. عادل محمد الظهوري، شاب إماراتي في مقتبل العمر، لم يتجاوز ال25 سنة، لكنه يعيش دور رجل يحمل من العمر أربعين أو أكثر من أجل أن يوفر حياة كريمة لإخوته ووالدته، ولا يملك سيارة فارهة كبقية شباب جيله، وحرم نفسه من التعليم من أجل العمل لأجل أهله، فبعد وفاة والده قبل 7 سنوات، تغيرت حياته، ليبدأ رحلة الكفاح، ويصارع الحياة، خاصة أنهم كانوا يسكنون في منزل إيجار، فلم يوفر لهم الوالد منزلاً مُلكاً. قال: توفي والدي واضطررت أن أدفع ديونه التي وصلت قرابة ال100 ألف، ونسكن بالإيجار، فوالدي وفر منزلاً ملكاً لزوجته الأولى وأبنائها، وسعيت جاهداً بعد وفاته للحصول على منحة سكنية، وانتظرت كثيراً من أجل تحقيق الحلم بامتلاك منزل يضمني وإخوتي وأمي، حتى حصلت على منحة من حاكم الشارقة في 2014، ووفرت لي الحكومة 650 ألفاً، وترتب علي توفير 250 ألفأ من أجل البدء ببناء المنزل، وحالياً استأجرت منزلاً نسكن فيه بقيمة 80 ألف درهم سنوياً حتى البدء واستكمال المنزل، وادفع كافة مصاريف إخوتي في المدرسة، ولا يبقى لي من الراتب سوى 2000 درهم، وأحرص على الذهاب للعمل مع أصدقائي من أجل تقليل مصاريف الذهاب والإياب، لأتمكن من حمل أمانة والدي في الحفاظ على الأسرة. وأشار إلى أنه يعمل في الجيش براتب 21 ألفاً، ووالدته تحصل 10 آلاف درهم من الشؤون الاجتماعية، إلا أن والدته تعاني أمراضاً عدة واضطر لتسفيرها على حسابه الخاص من أجل علاجها بعد انتظاره الطويل للحصول على موافقة لعلاجها على حساب الحكومة، رغم أنه حصل على موافقة لطلبه وبعد فترة من الزمن خلال إكماله إجراءات السفر قيل له إن طلبه مرفوض. وأكد أن الديون التي ترتبت عليه وصلت إلى 400 ألف درهم. ويحلم بأن يكمل دراسته ويشتري سيارة جديدة ويتزوج ويحصل على الموافقة لإكمال علاج والدته، ويدفع جزءاً من ديونه ليتمكن من الاستقرار. خلف باب الزوجة الثانية تقبع معاناة، حيث يعيش الأبناء تجربة قاسية في الحياة.. وفي هذه القصة وقفة عابرة مع شاب عانى الكثير من أجل أسرته بعد رحيل والده، فأبناء الزوجة الثانية لهم كل الحقوق تماماً كما لأبناء الزوجة الأولى.