استعادت قوات المعارضة السورية زمام المبادرة في سهل الغاب بمحافظة حماة وتمكنت من طرد قوات النظام من عدد من القرى التي تقع قرب الحدود مع محافظة إدلب المجاورة والتي تشهد بدورها معارك عنيفة على أسوار مطار أبو الظهور العسكري، أحد آخر مواقع النظام في هذه المحافظة الاستراتيجية التي باتت كلها تقريباً في أيدي المعارضين. وتواصلت، في غضون ذلك، المعارك في الزبداني قرب دمشق حيث يحاول الجيش النظامي و «حزب الله» اللبناني طرد المعارضة من هذه المدينة المهمة قرب الحدود السورية - اللبنانية. ففي محافظة حماة، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وقوع «اشتباكات عنيفة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجنود الشام الشيشان والحزب الإسلامي التركستاني من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي»، مضيفاً أن النظام وحلفاءه خسروا 14 قتيلاً، في حين تمكنت المعارضة من «استعادة السيطرة على بلدتي تل واسط والزيارة وسط تقدم مستمر لها باتجاه مناطق أخرى في سهل الغاب». ولفت «المرصد» إلى أن الطيران الحربي نفذ صباح أمس غارات عدة على مناطق في سهل الغاب. أما في محافظة إدلب المجاورة، فقد أكد «المرصد» مقتل رجل من مدينة جسر الشغور إثر انفجار لغم في الأراضي الزراعية للمدينة، بينما قُتل جنود من قوات النظام بينهم عقيد «خلال الهجوم الذي نفذته جبهة النصرة والفصائل الإسلامية يوم (أول من) أمس على مطار أبو الظهور العسكري المحاصر منذ أكثر من عامين». وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة «مسار برس» المعارضة أن «الثوار سيطروا على البوابة الرئيسية لمطار أبو الظهور العسكري المحاصر شرق إدلب»، ونقلت عن «أبو خولة» المنتمي إلى «جبهة النصرة» تأكيده أن طيران النظام نفذ أكثر من 40 غارة في محيط المطار خلال الأيام القليلة الماضية لمنع تقدم المعارضين. وأوردت الوكالة أيضاً أن «جيش الفتح» - الذي يضم مجموعات معارضة عدة بينها «النصرة» و «أحرار الشام» - قتل مجموعة من عناصر النظام «خلال تصديه لمحاولة تقدم لها نحو تلة وقرية القرقور جنوب جسر الشغور، وسط تغطية كثيفة من الطيران الحربي». وفي محافظة اللاذقية (شمال غربي سورية)، أفاد «المرصد» أن قوات النظام قصفت منطقة وادي الباصور بريف اللاذقية الشمالي و «أنباء عن خسائر بشرية»، مضيفاً أن امرأة برتبة ملازم قُتلت «خلال اشتباكات في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة عند أطراف محافظة إدلب». وتابع أنه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 26 عدد عناصر قوات النظام والدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها، الذين قتلوا في اشتباكات مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط قمة النبي يونس ومنطقة جب الأحمر، بريف اللاذقية الشمالي، منذ نحو 3 أيام». وفي محافظة حمص (وسط)، قال «المرصد» إن ما لا يقل عن أربعة قُتلوا ونحو 40 آخرين أصيبوا «جراء انفجار في منطقة محطة وقود بحي الإنشاءات في مدينة حمص... وتضاربت المعلومات بين انفجار في صهريج يحمل وقوداً، وبين سقوط صاروخ على المنطقة»، مضيفاً أن «عدد الخسائر البشرية مرشح للارتفاع بسبب وجود مصابين في حالات خطرة». وتابع «المرصد» أن الطيران الحربي نفّذ صباح أمس «غارات على مناطق في محيط حقلي شاعر وجزل ومناطق أخرى في مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، كذلك دارت بعد منتصف ليلة (أول من) أمس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، في محيط حقلي شاعر وجزل النفطيين بريف حمص الشرقي، والتي يحاول التنظيم السيطرة عليهما». وفي محافظة الرقة (وسط شمال سورية)، أفاد «المرصد» أن طائرات حربية يُعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي قصفت مناطق في محيط مدينة الرقة من الجهة الغربية، مضيفاً أن قصفاً قامت به طائرات حربية أول من أمس على منطقة كازية أبو الهيف بمدينة الرقة «استهدف منطقة يتواجد فيها قيادي محلي بتنظيم «الدولة الإسلامية» من دون معلومات عن مصيره». أما في محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، فقد أشارت وكالة «مسار برس» إلى اشتباكات «بين تنظيم الدولة وميليشيا وحدات الحماية الشعبية في ريف تل حميس... فيما شن طيران التحالف الدولي غارات عدة على مواقع التنظيم في منطقة الاشتباكات». وتابعت الوكالة أن «طائرة مجهولة... يُرجّح أنها تركية» شنت فجر الأربعاء، ولليوم الثاني على التوالي، غارات على مواقع «مليشيا الحماية الشعبية في ريف تل براك»، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية في صفوف القوات الكردية. ونفت تركيا في السابق معلومات مماثلة عن استهداف قواتها للوحدات الكردية في شمال سورية. وأوردت «مسار برس»، في غضون ذلك، أن «تنظيم الدولة اكتشف عناصر خلية تابعة للتحالف الدولي بحوزتها أجهزة اتصال، ترسل مواقع التنظيم للتحالف الدولي في ناحية الدشيشة شرق مدينة الشدادي» بريف الحسكة. وفي ريف دمشق، قال «المرصد» إن الطيران المروحي ألقى منذ الصباح «ما لا يقل عن ثمانية براميل متفجرة على مناطق في مدينة الزبداني» التي يحاول النظام وحلفاؤه من «حزب الله» اقتحامها منذ أسابيع. وتابع أن معلومات وردت «عن مقتل عدة عناصر من قوات النظام خلال اشتباكات مع مقاتلين يعتقد أنهم من تنظيم الدولة الإسلامية عند أطراف بلدة بقين القريبة من الزبداني». وذكر «المرصد» أيضاً أن الطيران الحربي شن غارة على أطراف بلدة زملكا من جهة المتحلق الجنوبي، ما أدى إلى أضرار مادية، في حين قُتل رجلان اثنان وأصيب 13 جراء قصف الطيران الحربي مدينة عربين بالغوطة الشرقية. وأشار «المرصد» أيضاً إلى أن قوات النظام اعتقلت رجلين اثنين في حي ركن الدين بوسط العاصمة، واقتادتهما إلى جهة مجهولة، فيما سقطت قذيفة هاون على شارع بغداد في دمشق ما أدى إلى أضرار مادية. معارك حلب أما في محافظة حلب (شمال)، فقد دارت اشتباكات على أطراف حي كرم الطراب قرب مطار النيرب العسكري شرق حلب بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من «حزب الله» اللبناني من طرف، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية طرف آخر، بحسب ما أورد «المرصد». وتابع المصدر ذاته أن «اشتباكات دارت فجراً بين فصائل غرفة عمليات فتح حلب من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، في محيط حي الخالدية وعلى محاور دوار شيحان وثكنة المهلب شمال حلب، فيما دارت اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى، في حي صلاح الدين جنوب غربي حلب». وتابع أن صواريخ يُعتقد أنها من نوع أرض- أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق في أطراف البحوث العلمية والليرمون ومحيط القصر العدلي بحي جمعية الزهراء، في الأطراف الغربية والشمالية الغربية من مدينة حلب... ترافقت مع اشتباكات في محيط منطقة مبنى البحوث العلمية بحي الراشدين غربي حلب بين لواء صقور الجبل وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحرية الإسلامي من جهة، وقوات المغاوير من حزب الله اللبناني وقوات النظام واللجان الشعبية الموالية للنظام من جهة أخرى». وزاد أن اشتباكات دارت أيضاً «بين فصائل غرفتي أنصار الشريعة وفتح حلب من طرف وقوات النظام وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في محيط مسجد الرسول الأعظم بحي جمعية الزهراء، وأطراف الليرمون شمال غربي حلب... في حين استمرت الاشتباكات العنيفة إلى ما بعد منتصف الليل بين الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر في محيط قرى حندرات وباشكوي وسيفات ودوير الزيتون بالريف الشمالي لمدينة حلب». وفي درعا بالجنوب السوري، قال «المرصد» إن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة بلدات ابطع والغارية الشرقية والكرك الشرقي دون أنباء عن إصابات.