أصبح للرياضة السعودية نصيب من الهدر المالي الذي يستنزف ميزانياتها ويضع بعض الاتحادات والأندية تحت نيران الأزمات ويدخلانها نفق التسول ومناشدة الشرفيين ورجال الأعمال عسى أن ينتشلوها وينقلوها إلى فضاء الانتعاش المالي، وعلى الرغم من هذا الهدر إلا أن هناك أندية واتحادات تعالج مثل هذه الأزمات بمشكلات اضافية تكمن في الاصرار على المعسكرات باهظة الثمن والمعسكرات المكلفة، فلا تدري كمتابع، ما الهدف وما النتائج، وإلى أين تسير؟ أندية تحاصرها الديون التي تبلغ عشرات الملايين، واتحادات تخنقها الأزمات المالية تذهب إلى هذه المعسكرات، وبعض منها تحضيراته ومعسكراته الخارجية شبه مستمرة وفي دول مرتفعة التكاليف، والمصيبة أن النتائج دائما سلبية، والنجاح ربما يكون فقط على المستوى العربي والخليجي، وهذا ليس طموحا رياضيا يبحث عن الانجازات الدولية والتأهل إلى بطولات العالم وتقديم رياضة بلده على منصات الحضور المشرف. وربما الفائدة التي تتحقق في مثل هذه المعسكرات هي للأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين التي يقضونها على شكل إجازة مدفوعة التكاليف، من دون أن يكون لذلك اثر ايجابي على اداء اللاعب وعمل المدرب وتخطيط المسؤول والنتائج المنتظرة والوصول الى ما يجب أن يتحقق، وفي ظل الظروف الراهنة التي ادخلت الرياضة السعودية وضعا لا تحسد عليه ولا يمكن أن تخرج منه ما لم يكن هناك قرارات عاجلة وحازمة لمعالجة السلبيات التي كبدتها خسائر كثيرة على مستوى المال والنتائج والروح المعنوية. في الأندية تتعجب وأنت تراها تبرم الصفقات عالية التكاليف مع اللاعبين والمدربين، وتضيف عليها الشروط الجزائية عند اقالتهم والاستغناء عنهم، فلا تعلم من أين تأتي بهذه المبالغ وهي التي ترزح تحت نيران الازمات المالية، كيف تسدد الشرط الجزائي، وقبل ذلك تأتي باللاعبين والمدربين، من أين لها هذا؟ هذا يعكس بكل اسف التهور وغياب الوعي والقراءة المستقبلية للواقع والمستقبل، وتتعجب أكثر عندما يغادر المسؤول كرسي الرئاسة فلا يسأل لماذا أهدر اموال النادي او الاتحاد؟ وهل ذلك تم وفق آلية صرف تتوافق مع الموارد المالية والمصاريف على النادي في شتى المجالات. غياب الآلية المحكمة والمحاسبة الصارمة من رعاية الشباب واتحاد الكرة جعل الاندية والاتحادات تتمادى في قراراتها الخاطئة وتحركاتها التي تسقط من خلالها من أزمة الى أخرى، ونظن انه حان الوقت ليقول صاحب القرار (قفوا عند حدكم يا من تهدرون الاموال وسط قراءات خاطئة وتخطيط لا يعبر عن حسن تصرف، وليت المسؤول الأول عن رياضة الوطن الأمير عبدالله بن مساعد يلتفت إلى هذه المعضلة التي خنقت كثيرا من الاندية ووضعتها في زاوية العجز، والسبب الهدر المالي الذي انحصر في المدربين واللاعبين وكرة القدم، فجاء على طريقة (لا نال عنب اليمن ولا بلح الشام)، بمعنى اهملت الالعاب المختلفة وانحصرت جهودها في كرة القدم فكانت الاخفاقات متعددة والازمات متراكمة والديون بلا حلول، والسبب أن اتحاد الكرة ورعاية الشباب اختارت الفرجة على ما يحدث ومنحت الثقة لبعض الاشخاص غير مؤهلين لادارة الاندية والاتحادات، شعارهم المجاملات، وغايتهم الاضواء.