×
محافظة المنطقة الشرقية

حقوق الإنسان ترصد سلبيات «دار حماية» مكة

صورة الخبر

لم يتح لعبدالرحمن أبوجرفة الشهراني أن يرى صورة ابنتيه وهما ترتديان الزي المدرسي في أول يوم دراسي، فالعلامة على الصورة التي أرسلتها له زوجته عبر برنامج التواصل الاجتماعي «واتساب»، لا تزال رمادية، ولم تتحول إلى زرقاء. وبعد أشهر وأعوام سيتخرج نجليه من كليتي الطب والأسنان، ولن يكون والدهما معهما، كما اعتاد في كل المناسبات السعيدة، يقاسمهما الفرحة، ويشد من أزرهما، فلقد رحل «شهيداً» خلال دفاعه عن وطنه. وعلى رغم مرارة الفقد بصوره كافة، إلا أن صوراً منه تخفف من أحزان الأحبة، مثلما تفاقم أخرى معاناتهم. عائلة الشهيد اللواء عبدالرحمن الشهراني، بين عائلات عدة فقدت أبناءها في «عاصفة الحزم»، بدا الفخر على محياها وحديثها غالباً على الأسى. لكن معرفة كثير من الأسباب يبطل بها «العجب»، مثلما تقول الأمثال، فالراحل الشهراني قبل أن يمضي، أسرّ إلى شقيقيه سعيد وعوضة، أنه يتمنى «الشهادة»، ويرى الموت في سبيل الذود عن الوطن «شرفاً وبطولة». وقال لهما: «فخر عظيم للجندي أن يلقى ربه في مهمةٍ آمن بها، ويبتغي بها وجه الله، ودحر العدى عن تراب وطنه». ونقل الشقيقان إلى «الحياة» عن «أحزان ممزوجة بالرضا»، وقالا: «نلمس من الفقيد في كل مرة نلتقيه نبرة النصر والحماسة والثقة الكبيرة. وفي كل مرة ندعوه إلى الحرص والحذر أثناء ممارسته مهماته القيادية، يجبينا بأن الله الحامي، وكل شيء مكتوب، والخيرة فيما اختاره الله ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا». أما ابنه سعد، فبدا أكثر فخراً بوالده. وقال: «وفاة والدي وسام شرف وفخر واعتزاز لنا، ووالدي كان ضمن رجال يحمون هذا الوطن الطاهر من رجس العدو، واختاره الله وهو شهيد وبطل في مقدم الصفوف لم يختبئ كقادة العدو، وكلنا فداء للوطن وولاة أمره». وقالت إحدى قريباته لـ«الحياة»: «إن آخر تواصل للشهيد مع عائلته كانت قبل يومين حيث جاء لمنطقته، ومكث مع عائلته 18 ساعة، تفقد خلالها العائلة والأخوات وتواصل مع الجميع، ثم عاد لمقر عمله في جازان». وبينت أن آخر رسالة منه تلقتها زوجته، وطلب منها فيها أن تصور له بناته بزيهن المدرسي الجديد. لكن لم يحالفه الحظ واستشهد. ونقلت أن زوجة الشهيد تعمل وكيلة مدرسة، وله من الأبناء ثلاثة: سعد، وهو طالب جامعي يدرس الصيدلة وفي آخر عام دراسي، وعبدالله يدرس في إحدى الكليات، وسلطان الذي يدرس الطب العام، وله ابنتان إحداهما في الصف الثاني الثانوي، والأخرى في الأول المتوسط.