أجزم أنّ (الإعلام بقنواته وقوالبه المختلفة، وكذا مواقع وبرامج التواصل الحديثة) من أهَـمّ وأفضلِ وأنجحِ الوسائل في نشر (الإسلام) بأنموذجه الحقيقي القائم على العقيدة الصحيحة، والمنهج الوسطي المعتدل والعادل والـمُـتسامح، وبالتالي تصحيح المفاهيم المغلوطة عنه التي رسمها أعداؤه أو بعض من يَــدّعُــون الانتساب إليه. وفي هذا الميدان هناك تجربة فريدة يقوم عليها (الشيخ الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن فوزان الفوزان) الأكاديمي وعضو هيئة حقوق الإنسان السعودية الحكومية)، إذ سَــخّــر (مواقع الإنترنت) لخدمة الإسلام والمسلمين، في عدة لغات منها: (الإنجليزية ، والفرنسية والإسبانية والصينية، إضافة للعربية). أيضاً هناك القنوات الفضائية التي تبرز منها (قناة قُـرطبة) الناطقة بالإسبانية التي يتحدث بها أكثر من (700 مليون إنسان) حول العَـالَـم، وتَـبُـثُّ برامجها من (مَــدريد). وتلكم القناة لِـصــدق منهجها، وتوجهاتها في إبراز الوجه المشرق والنقي للإسلام، ودورها في مَـدّ جسور التواصل الإيجابي بين الثقافتين الإسلامية والإسبانية قد فازت العام الماضي بـ (جائزة الإكليل الذهبي) وهو من أرفع الأوسمة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وروسيا، كما أكد ذلك خبر سبق ونشرته صحيفة المدينة في (8 من شهر إبريل 2014م). وتتواصل تجربة (الشيخ الفوزان) الإعلامية الناجحة حيث الاستعدادات قائمة الآن لإطلاق (قناة سَــلام العالمية) باللسان الصيني الذي ينطق به أكثر من (مليار ونصف إنسان)، والقناة ستنطلق من الـصَّـيـن؛ لتحقيق الأهداف نفسها التي تتمحور حول خدمة الإسلام وأهله، وإبراز الصورة النقية لها من شَــوائِــب الإرهاب والتطرف التي تُـلصَـقُ به زوراً وبهتاناً. وإنّنا إذ نرفع بيارق الشكر والتقدير للقائمين على تلك التجربة الإعلامية الرائعة، فهذه دعوة صادقة للحكومات الإسلامية، وكذا العلماء ورجال الأعمال المخلصين من المسلمين إلى استنساخها والإفادة منها، في ظل واقع تتلاطم فيه أمواج الـفِــتن، وتتسع دائرة تشويه صورة الإسلام؛ فـإذا كان الإعلام يُـوصف سابقاً بأنه (سلطة رابعة)؛ فإنه في عصرنا اليوم أصبح وأضحى وأمسى (سلطة أولى) لها دورها في الوصول للمجتمعات والتأثير فيهم سلباً أو إيجاباً! وديننا الإسلام يحمل (الإيجابية) والخير والسلام والتعايش بين مختلف شعوب الأرض؛ فحقه علينا العمل على نشره بصورته الصحيحة حتى لاتخطفه مِـنّا الجماعات الإرهابية! aaljamili@yahoo.com